مفرح العنزي
ذكرنا سابقا ان مفاعل بوشهر النووي يقع ضمن نطاق سلسلة جبال زاجروس النشطة زلزاليا، وهذا يعني ان الاحتياطات الأمنية لا تعني شيئا أمام زلزال بنفس قوة الزلزال الذي ضرب مدينة باميان قبل بضع سنين.
القوة النووية الاسرائيلية:
هناك شقان في معادلة القوة النووية الاسرائيلية من حيث خطرها على دول الخليج العربية.
الأول هو احتمال حدوث تسرب اشعاعي ناجم عن خطأ فني في المفاعلات النووية الاسرائيلية، وتشير التقارير الى ان الانشاءات المعمارية لهذه المفاعلات انتهى عمرها الافتراضي، اذ انها شيدت خلال فترة الستينيات الأمر الذي يؤثر بدوره على الناحية الأمنية، وربما الناحية الميكانيكية لهذه المفاعلات.
والثاني: حدوث مواجهة مسلحة بين الدول العربية واسرائيل قد تلجأ من خلالها اسرائيل الى استخدام أسلحتها النووية على المدى البعيد أو تعرضها لصواريخ أرض - أرض من دولة معادية.
وقد يصيب أحد هذه الصواريخ مفاعلا نوويا، ومن ثم يبدأ سيناريو كارثة نووية طارئة على المنطقة التي لاتزال الى الآن غير مستعدة لكارثة من هذا النوع.
التوتر النووي بين الهند وباكستان:
وهذا الخطر سيظل يلقي بظلاله على دول الخليج العربية التي ستكون متضررة من الدرجة الأولى، خاصة من خلال تأثير الغبار الشامل الذي ستنسجم حركته مع حركة الطقس بالمنطقة.
الحرب العالمية النووية الثالثة:
وهذا الخطر يشمل دول العالم أجمع ففي ألمانيا بنيت برلين (بعد تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية) على فرضية حدوث هذه الحرب في يوم ما في المستقبل حيث وضعت سراديب البنايات كمواقف للسيارات بأجرة رمزية ثم تتحول الى ملاجئ، للوقاية من الأسلحة النووية في حالة اندلاع هذه الحرب وفي سويسرا حفرت الجبال من الداخل كملاجئ نووية، اما المنازل فيشترط ان يكون في مخططها الهندسي ملجأ للأسرة ويشترط ان تكون الأطعمة الموجودة في الملجأ سارية المفعول حتى ستة أشهر قادمة، وفي كندا بنيت مونتريال تحت الأرض بأسواقها ومرافقها الصحية لمواجهة أي حرب نووية، وفي روسيا قام الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي السابق بتبني فكرة الملاجئ الأهلية وهي موزعة على جميع القرى والمدن الروسية تحسبا للحرب العالمية الثالثة النووية، وفي الدول الاسكندنافية كانت ولاتزال الاستعدادات لمثل هذه الفرضية قائمة على قدم وساق منذ عشرات السنين أما في الخليج العربي، فقد اقتصرت الاستعدادات على النغمات الثلاث لصافرة الانذار التي لا تسمن ولا تغني من جوع امام فرضية الحرب العالمية الثالثة النووية.