مفرح العنزي
قد لا يعلم أو لا يبالي كثير من الناس عندما يتمتعون بصحة جيدة وهم مدخنون انهم يعيشون تحت سيطرة ونفوذ شركات التبغ العالمية الا في حال شعورهم بمعاناة صحية جراء التدخين، وما يهم في الأمر ان هذه الشركات العملاقة تكافح وتتصدى لجميع القرارات الدولية المتعلقة بمكافحة التدخين في جميع أنحاء العالم، ففي الوقت الذي اكتشف فيه العالم الغربي مكر وخبث هذه الشركات عن طريق اقامتها علاقات وثيقة مع صناع القرار في العالم بهدف الحد من سريان القوانين المتعلقة بمكافحة التدخين، ومن ثم اغلاق الأبواب في وجه منتجاتها الخطرة على المدى البعيد نجد ان العالم الثالث ودوله فتحت المجال على مصراعيه امام هذه الشركات، بل وفتحت مصانع التبغ بأنواعه السيجار والسيجارة والشيشة، فأصبحت الشيشة جزءا لا يتجزأ من فولكلور وثقافة العالم الشرقي والعربي تحديدا، ففي غزة واليمن ولبنان احتلت المرأة العربية الصدارة في نسبة المدخنات من النساء، اما مصر فقد احتل شعبها المركز الأول عالميا في نسبة المدخنين مقارنة بعدد الشعب في آخر استطلاعات الرأي، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى ان العدد اليومي لقتلى التدخين - ان جاز التعبير - بلغ 13 ألف نسمة، وفوق ذلك يرى المراقبون ان شركات التبغ العالمية حورت من سياستها بحيث اصبحت تستهدف المدخنين الذين تتراوح اعمارهم بين 8 و15 سنة وهم الوقود المثالي لأسواق التدخين العالمية مستقبلا، اذ ان هذه الشريحة لا تستطيع ان تقلع عن التدخين بسهولة وسوف تدخن لعشرات السنين.
والحل - ان كان هناك نبلاء عالميون يريدون الحل لهذه المشكلة - يتركز في الأبحاث العلمية الدوائية المتعلقة بإبطال مفعول عادة النيكوتين في الدم وبالتالي قطع الطريق على ظاهرة ادمان التدخين.
أو ان العالم برمته سيضطر لأن يقف مكتوف الأيدي أمام سيطرة امبراطورية التدخين التي تتاجر في مادة تعتبر لدى الكثيرين اخطر من تجارة السلاح، اذ ان السلاح قد يقتل فجأة ودون ألم أما التدخين فإنه يقتل ببطء بعد مرحلة طويلة من الآلام الجسدية والأمراض النفسية والمعاناة التي تأتي قبل مرحلة الموت المحقق الذي يعتبر المحطة الأخيرة للتدخين، وأخيرا من المؤسف انه في أغلب الأحيان يبدأ التدخين مع صاحبه كدلع وينتهي بولع ثم مرض ثم وفاة.