مفرح العنزي
يعتبر الاتحاد السوڤييتي السابق نظاما ملحدا في المفهوم الاسلامي وتجب محاربته من قبل المسلمين الموحدين بالله، الا ان المنظمات الاسلامية بكافة مذاهبها لم يكن لها دور يذكر في قتال هذا النظام باستثناء المجاهدين العرب الذين ظهر ذكرهم في الحرب الأفغانية - الروسية، وقد كانت هذه التشكيلات القتالية الجهادية تتلقى الدعم اللوجستي من قبل المخابرات الأميركية فقط في هذا الجزء من العالم، وفي الطرف الآخر من العالم كانت بذلك الوقت نشطت المنظمات الثورية التي تعتمد في كفاحها على منهج واطروحات وروح المناضل الدولي د.ارنستوتشي جيفارا ومن هذه المنظمات الجيش الجمهوري الايرلندي السري ومنظمة التحرير الفلسطينية العربية الانتماء والاسلامية الدين، ومنظمة بادر ماينهوف والألوية الحمراء وغيرها، ولم يكن هناك اي تنظيم قتالي يصنف على انه جهادي باستثناء الحالة الأفغانية، وفي داخل الولايات المتحدة رصدت الاجهزة الامنية اكثر من 250 ميليشيا داخل الولايات المتحدة، الا انها خاملة ولعل السبب في ذلك هو الخوف من اتهامها بمناصرة الشيوعية وهي التهمة الأخطر في التحقيقات والمحاكم الأميركية والأخطر منها الآن هو الانتماء لتنظيم القاعدة، اي بمعنى ان الميليشيات الأميركية في الماضي والحاضر ما هي إلا حبر على ورق على الرغم من كثرتها.
واليوم تراجعت جميع المنظمات والميليشيات القتالية امام الجهاد الاسلامي الذي يعتمد على كافة الوسائل لقتال اعداء الاسلام بما في ذلك الوسائل المحرمة اسلاميا كالرقص مع النساء وشرب الخمر وتجارة المخدرات وقتل الابرياء.
إنها حرب من نوع خاص اختلط بها الحابل بالنابل واتهم بها المسلم المعتدل مع المسلم الباغي في عيون اعداء الاسلام، وهؤلاء المجاهدون الجدد قد لا تكون لهم سجلات اجرامية ويرون اعداءهم ذوي الملابس الرسمية وقوات الامن لا تعرفهم وقد تقبض عليهم ثم تطلق سراحهم وقد يتجسسون على اجهزة الامن وقد يستخدمون الاعضاء الجدد المضللين فقهيا كقنابل موجهة، بالرغم من وضوح التعليمات الدينية بحرمة قتل الابرياء وتحث المجاهدين على التقيد بشروط الجهاد التي تحرّم استخدام السموم وقطع الاشجار وقتل الاطفال والشيوخ. الا ان الفوضى القتالية الحالية تنطلق من قاعدة الجهلاء في الدين او المضللين الذين لا يفرقون بين عدوهم وأخيهم المسلم ولكي يتم احتواء هذا الفراغ القتالي يجب ان يكون هناك تعاون دولي، خصوصا في محيط نقاط الصراع بدلا من التنافس السياسي والعقائدي الذي ربما ينتهي بحرب اقليمية او محدودة وحتما ستكون لهذه الحرب آثار سلبية عميقة على دول المنطقة.
واخيرا ومن خلال قراءة سريعة للاحداث التاريخية نجد انه بالحوار والتعامل الحسن اللين سيكسب الحق البين دون الحاجة الى سلاح او قتال.