كشف موقع ويكيليكس الإلكتروني الوجه الآخر للأنشطة السياسية، ومن الأمور التي لم أجد لها تفسيرا هو ان الولايات المتحدة لم تستطع إغلاق الموقع او تدميره او عمل اي شيء من شأنه إيقاف نشر الوثائق السرية المتضمنة شكل وعلاقة الولايات المتحدة بحلفائها في الشرق الأوسط، ومما لا شك فيه ان مسألة نشر هذه الوثائق السرية الأميركية بحد ذاتها ستكون لها آثار سلبية على المستوى الدولي او الاقليمي او الداخلي للدول المشار اليها بهذه الوثائق، وهذا يعني انه لم تعد هناك ثقة في العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الا في حالة تحويل لغة الحوار بين المسؤولين الى لغة مشفرة لا يستطيع موقع ويكيليكس او غيره فهمها او كتابة الوثائق بلغة الاباتشي وهي إحدى قبائل الهنود الحمر الذين استوطنوا أميركا قبل الأميركان لكن الأميركان استفادوا منهم عندما استخدموا لغتهم بين قطاعات الجيش الأميركي اثناء الحرب العالمية الثانية وهذه الخطوة لم يجد الجيش الياباني حلا لها حتى بعد هزيمته.
إضافة الى ذلك لاتزال القاعدة تهدد اميركا والمصالح الغربية والعربية معا ولايزال اسامة بن لادن حرا طليقا بالرغم من مرور حوالي 10 سنوات على تدميره لمركز التجارة العالمي والسؤال هنا هل هذا يعني ان الولايات المتحدة عاجزة عن إلقاء القبض على أسامة بن لادن بالرغم من إمكاناتها العملاقة في مجال التجسس والتقنية والتعاون الأمني، أم ان اسامة بن لادن موجود في إحدى جزر بكيني او البهامس بعد ان قام بعملية تجميل غيرت ملامحه دون علم الولايات المتحدة، فالعالم من خلال هذا السيناريو المعقد دخل في حيرة من امره وكأنه يعيش أحداث فيلم أميركي من بطولة توم كروز وجيمس بوند معا، والمشكلة انه لا توجد معلومات يمكن من خلالها التعرف على الحقيقة حتى في الويكيليكس الذي وصفه احد المسؤولين الأميركيين بعد نشره للوثائق السرية بأنه إرهابي، وهذا كل ما لديه وهو رد تقليدي تم استهلاكه ولا قيمة له. وهذا الأمر ينعكس برمته على الأبرياء في الشرق الأوسط، خاصة والعالم عامة ولكن استمرار العنف السياسي يعني المزيد من نمو حالة اللا استقرار بالمنطقة وقد يدفع المنطقة على المدى البعيد لحرب شاملة تحرق الأخضر واليابس ثم يبدأ البناء من الصفر بعد ان تغرق أميركا وأوروبا بالمهاجرين العرب الذين دمرت بيوتهم على رؤوسهم بسبب شرارة تنظيم القاعدة وموقع الويكيليكس الإرهابي كما يزعم احد المسؤولين الأميركيين.