المسلمون لا يختلفون عن بقية سكان العالم في شيء إلا بنظامهم الخاص الذي شرعه الله لهم عن طريق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا النظام فريد من نوعه يجعل المسلم قادرا على تحمل الأزمات النفسية والاجتماعية والمالية التي تمر به بل انه يعتبرها عقابا دنيويا من الله سبحانه وتعالى على ذنب يعلمه أو لا يعلمه أو ان هذه الأزمة ما هي إلا حالة غير مباشرة للتنبيه للعودة الى الله بعد أن جرفته فتنة الدنيا إلى واد سحيق، فالتعاليم الإسلامية تخفف الأزمة عن صاحبها فلا يتأثر كما يتأثر الفرد غير المسلم بها.
ولو نظرنا الى الإحصائيات العالمية حول ظاهرة الانتحار لوجدنا ان السويد وسويسرا تحتلان أعلى معدلات الانتحار في العالم، وفي الوقت نفسه نجدهما تحتلان الصدارة في معدلات دخل الفرد في العالم وهذا يدل دلالة واضحة على ان أبناء مثل هذه الدول ليست لديهم أي حصانة فكرية أو نفسية من الصدمات أو الأزمات التي يمرون بها، أضف الى ذلك ان العلاقات الاجتماعية وأواصر الرحم تلعب دورا مهما في التقليل من شدة المصاب من خلال مواساة ومشاطرة المنكوبين في أحزانهم وهذه الميزة قد تكون معدومة في الكثير من بلدان العالم باستثناء العالم الإسلامي.
فالازمات التي يتعرض لها المجتمع المسلم بجميع أشكالها سواء على مستوى الفرد أو الجماعة لا تعادل شيئا أمام الأزمات والمشاكل والابتلاءات التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك صحابته رضوان الله عليهم فهو صلى الله عليه وسلم المقياس الأساسي لحال المسلم وقدوته في كل شيء، وهذا الأمر يعتبر عنصرا مهما في معالجة الأزمات التي يمر بها المسلمون وهذا هو الجانب العلاجي ايضا لحال الفرد أو المجتمع المسلم، ولكن ماذا عن الجانب الوقائي أي قبل وقوع الضرر أو قبل المصاب أو قبل الأزمة سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع؟ هذا الجانب أهم بكثير من الجانب السابق ذكره ولو تحدثنا عن هذا الموضوع لوجدنا انه ينقسم الى عدة أقسام وهي:
أولا: الصدقات فهي تدفع البلاء وتطيل العمر وتبارك في الرزق.
ثانيا: الحمد والشكر على النعمة التي أنعم الله علينا بها وهذا الشكر يحول دون زوالها بإذن الله.
ثالثا: الدعاء إذا وافق ساعة مستجابة فإنه يحقق لصاحبه المستحيل من مطالبه، فالدعاء هو سلاح المسلمين السري.
وفي هذه الأيام أرجو من اخواني القراء ان يسألوا الله تعالى ان ينزل علينا المطر وان يغيثنا ويغفر لنا ذنوبنا انه ولي ذلك والقادر عليه.