يضع الله سره في أضعف خلقه، لم يعلم أهل تونس ان بوعزيزي ذلك الفقير المعدم هو مفجّر ثورتهم للتحرر من قبضة نظامهم القمعي (شين) العابدين بن علي الذي كان سجله حافلا بمحاربة الله وعباد الله وكانت عناصر نظامه (شياطينه) ينتزعون الحجاب من رؤوس التونسيات أمام محارمهم الذين لا حول لهم ولا قوة امام قوة نظامه البوليسي، فالإسلام بنظره عدو لدود له ولأعوانه.
ويروي لي احد اصدقائي الذين زاروا تونس في عهد رئيسها المخلوع ان سلطات المطار يفتشون عن علامات الصلاة وآثارها في مقدمة الركب وفي الجهة اليمنى واليسرى لظهور القدمين ولا أعلم لماذا استعدى تيس تونس الاسلام لهذه الدرجة، ربما لأنه يؤمن بالنظام الشيوعي البائد مع العلم انه انقرض منذ زمن بعيد، وربما يكون العامل المشترك في هذا الاحتمال هو ان النظام التونسي البائد والنظام الشيوعي يتفقان على محاربة الله وينكران وجوده، لكن الله قد يمهل لكنه لا يهمل.
وقد حاول الديكتاتور التونسي اللجوء الى فرنسا ومالطا لكن طلبه رفض لأنه لا فائدة من وجوده في هذه الدول بعد ان اصبح بالنسبة لهم كالعلكة التي انتهى حلاها.
كما في نهاية هذا النظام درس وعبرة مشتركة مع النظام البائد في العراق الذي رفع شعارا مفاده (آمنت بالبعث ربا لا شريك له) والعياذ بالله، فعادى الاسلام والمسلمين فصرعه الاسلام وشنقه.
ان الاسلام لا يستحق ان يعادى من اي جهة كانت فهو دين الرحمة، ومن يستغل الاسلام سياسيا او اعلاميا او فكريا من اجل ان يحقق مطامحه فانه سيقع لا محالة في شر اعماله عاجلا ام آجلا، ناهيك عن المعاداة الصريحة للاسلام وتعذيب أتباعه، فلربما دعوة صادقة توافق ساعة مجابة قد تقلب دولا من حال الى حال.
وأخيرا.. أهنئ الشعب التونسي على حريتهم التي نالوها هذه الأيام وأسأل الله ان يوفقهم في المرحلة المقبلة في ادارة دولتهم.