سادت حالة من عدم الوفاق في لبنان مع اقتراب اعلان المحكمة الجنائية لنتائج التحقيقات المتعلقة بحادثة اغتيال الحريري قبل 5 سنوات تقريبا، ودخل لبنان في نفق مظلم ومغلق أمام جميع الأطراف فخرجت السعودية وقطر وتركيا بخفي حنين من لبنان ولم يقبل أي طرف من أطراف النزاع التخلي عن موقفه، فاستبدلت حكومة سعد الحريري بحكومة ميقاتي وأعلن حزب الله أنه غير مختلف مع السنة بل مع سعد الحريري نفسه، وهذا التشنج السياسي اللبناني والذي سببه اقتراب موعد نتائج تحقيقات المحكمة الجنائية قد يؤدي إلى شر لابد منه في لبنان وهو عودة الحرب الأهلية من جديد وهذا بحد ذاته يعتبر كابوسا حقيقيا بالنسبة للبنانيين، ومع غياب الوساطات الدولية في لبنان وترك الملف اللبناني لأهله فان الفرص الايجابية لتفادي الخطر ستكون قليلة ان لم تكن معدومة وربما تكون هناك دول خارجية كإسرائيل مثلا لديها من العملاء من يقوم بدورها في لبنان من أجل إشعال الحرب الأهلية اللبنانية مجددا وهذا يعني ان لبنان سيكون الخاسر الأكبر وربما يعود إلى الوراء مسافة لا تقل عن 30 عاما أو أكثر في حالة اندلاع الحرب الأهلية من جديد ومن المؤسف ان يخسر لبنان نهضته الحالية بعد ان تم إصلاح وتعمير ما أفسدته الحرب الأهلية السابقة وأيضا سيخسر الشعب اللبناني وطنه من جديد ويدخل في ضياع وتشتت ثم يترنم الشعراء على أطلال لبنان في المهجر ويرثون لبنان في قصائدهم ويكون شعرهم كموجات المحيط العارمة التي تتحطم على صخور الشاطئ.
أخيرا، ذهب احد سكان مدينة النعيرية السعودية الى لبنان فأخذه المعاذيب إلى مكان جميل ممتلئ بأشجار التفاح والبرتقال والتين والرمان والخضار والماء العذب فسأل مرافقيه عن اسم هذا المكان فأجابه احدهم قائلا: هي الضيعة، فسكت قليلا وتذكر الصحراء القاحلة المحيطة بمدينة النعيرية ثم رد قائلا: لا والله هذه ما هي بالضيعة الضيعة من النعيرية وورا؟