هذه الرسالة أوجهها الى من استباح أرواح شعبه وأموالهم ومستقبلهم وحريتهم بعد أن كثرت ألقابه التي احتارت فيها البروتوكولات الدولية فزعم انه عميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين وغيرها كثير، وقد احترت في اختيار اللقب المناسب له لكي أخاطبه به ولكن بعد كشف الغطاء عن وجهه من خلال الثورة الليبية الحالية وما قام به من أفعال مشينة من أجل الحفاظ على كرسي الحكم والتي من أبرزها الاستعانة بمرتزقة أفارقة تقتل شعبه الأعزل.
فيا قائد ثورة الاستبداد والسادية والظلم يا من تغنى كثيرا بعمر المختار وهو لا يمت لعمر المختار بشيء سوى معاكسته في دينه وأخلاقه ورحمته، لقد ثار شعبك ضدك ثورة الأحفاد أحفاد عمر المختار ولن تصمد أمامهم ستخلع رغم أنفك ولكن قبل ذلك عليّ أن أذكرك بجرائمك المخزية وهي كالتالي:
أولا: لقد قمت في الثمانينيات عن طريق أجهزة أمنك بتفجير طائرة لوكربي وقتلت من فيها في الجو وعلى الأرض قتل الأبرياء وقد كانت الدائرة الكهربائية في القنبلة المستخدمة على ظهر الطائرة تعتمد على ضغط الزئبق وهذه احدى الأفكار الخسيسة للجرذان التابعة لك.
فأنكرت الجريمة وبعد ضغط سياسي وعسكري دولي قدمت المقراحي كبش فداء ثم أدخلت الشعب الليبي في عقاب الحصار الاقتصادي لمدة حوالي 20 عاما دون ذنب سوى ذنبك الذي حملتهم وزره ثم قمت بعد ذلك ووافقت على دفع أكبر فدية في التاريخ لأسر الضحايا وهي 10 مليارات دولار و70 مليون دولار لضحايا الطائرة الفرنسية وقد دفعت هذه الأموال من قوت الشعب الليبي وليس من جيبك يا ثور الثورة.
ثانيا: في موقف يدل على جبنك قمت بالهرب من باب العزيزية خشية الموت من القصف الجوي الأميركي وتركت ابنتك كي تواجه مصيرها ثم قمت «تتباكى» عليها في المحافل الدولية، وتركت مبنى باب العزيزية شاهدا على اهانتك «وليس نصرك» في عقر دارك.
ثالثا: في موقف يدل على غدرك وخيانتك التي جبلت عليها قام سفير المملكة العربية السعودية في أميركا بدور الوسيط الدولي لخروجك من أزمتك السياسية مع العالم بعد سقوط شقيقك في الأطباع «صدام المقبور» وذلك بناء على توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبعد ان تنفست الصعداء كالثعبان أرسلت اثنين من جرذانك الى السعودية من أجل اغتيال الملك هناك فأحبطت العملية ثم فيما بعد عفا عنهم وعنك الملك.
رابعا: في مشهد يدل على ان دماء الأجانب أغلى وأهم من دماء الليبيين قمت بالعفو عن الممرضات الرومانيات والطبيب الفلسطيني الذين حقنوا أكثر من 400 طفل ليبي بدم ملوث بفيروس h1v المسبب لمرض الإيدز وتركت دماء الأطفال الليبيين في مهب الريح فلا عزاء لهم.
كما قمت بتسليح المرتزقة الأفريقيين لكي يذبحوا أبناء شعبك ويغتصبوا نساءهم وهذا يدل على عدم انتمائك الى ليبيا لأنه لو كانت لديك حمية تجاه شبعك وحب لهم ما دعتك نفسك الى هذه الفعلة النكراء تجاه شعبك الأعزل.
خامسا: في بداية ثمانينيات القرن الماضي قمت بتحمل تكاليف فيلم عمر المختار والتي وصلت الى 45 مليون دولار وهو مبلغ ضخم في تلك الفترة ثم قمت بالتشبه بعمر المختار، ولكن شتان بين الثرا والثريا، فعمر المختار كان متدينا ولديه حلقات تحفيظ القرآن ومن ثم أصبح قائدا للمجاهدين ضد الإيطاليين، أما أنت يا ثور ليبيا فقد قتلت أطفال ليبيا بدم ملوث ثم قتلتهم مرة اخرى ببنادق المرتزقة ثم أعلنت الثورة على شعبك بعدما ضربت الطاولة بقبضتك ناهيك عن مجزرة سجن أبوسليم التي راح ضحيتها 1300 شخص دون محاكمة فأسلت دموع أقربائهم عليهم ولم تقدم لأقربائهم لو على الأقل ربع ما قدمته لأسر ضحايا لوكربي، ومنذ 17 فبراير الى الآن وصل عدد ضحاياك الى اكثر من 2000 قتيل مدني أعزل وبهذا الرقم تفوقت على عدد الشهداء في غزة في عام 2009 الذين وصلوا الى 1000 شهيد بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
سادسا: أنت تقول انك إمام المسلمين لكن الواقع ينافي ذلك لأنك قتلت المسلمين، والقتل من الكبائر في الإسلام أو لأنك لم تقرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» و«دم المسلم على المسلم حرام».
سابعا: الكل انشق عنك الشرق الليبي والغرب، الضباط، السفراء، ابن عمك قذاف الدم، وحفيد عمر المختار، ووزير داخليتك، وغيرهم كثير، لم يبق لك إلا زيف الإسلام ابنك واخوانه حتى الممرضة الأوكرانية تخلت عنك وصديقك رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني تخلى عنك لم يبق لك إلا حمايتك من النسوة وحليمة بولند ومريم نور والفتيات الإيطاليات اللاتي دعوتهن للإسلام قبل عامين ولا أعرف هل اهتدين أم لا؟!
ثامنا: هل تعلم أن زميلك بالثورة ومفاهيمها الرئيس اليمني (إلى الآن) علي عبدالله صالح قد سأله فيما مضى أحد الصحافيين قائلا: ماذا تعرف عن الثورة يا سيادة الرئيس؟ فرد قائلا ودون تردد: الثورة هي زوجة الثور.
واليوم ثار الشعب على ثور الثورة الليبية وهذه الثورة لن تنتهي إلا بخلعك شئت أم أبيت وقد قال الشعب الليبي قول الحق في وجهك (ارحل) لأنه يريد الحياة بكرامة أو الموت بعزة، وبما انك ولدت في قرية جهنم فستذهب بمشيئة الله الى عالم جهنم الكبير بعد ان تسحل في شوارع طرابلس أنت وأعوانك.