مفرح العنزي
إن من الأمور المخجلة حقا ان نرى ونسمع جمهورا من النسيج العربي يصور مجتمعه القديم على انه مجتمع مثالي نبيل تتجسد فيه صور الشهامة والشجاعة والرجولة بأسمى معانيها.
أما نحن وللأسف فإن رجال الإعلام لدينا نائمون لا يعرفون شيئا عن هذه المعاني السامية بل ان همهم الوحيد هو ارضاء نواب مجلس الأمة أو الرد على أسئلة مجلس الأمة أو غير ذلك من الأمور الداخلية الهامشية التي كنا ومازلنا ندور من خلالها في حلقة مفرغة لا فائدة منها سوى وقوفنا في محطة الزمن، ليس للتزود بالوقود بل للوصول الى حل لمشاكلنا الجديدة والمتجددة. أما غيرنا فقد سبقونا ورسموا لنا صورة متكاملة عن ماضي أجدادهم.
والسؤال لقادة الإعلام ومستشاريهم والممثلين وشركات الإنتاج والكتّاب: هل لنا تراث؟ وهل كان لدى آبائنا وأجدادنا شهامة ورجولة وبطولة؟ وأين هي؟ أم اننا أتينا لهذه الدنيا عن طريق تقنية الاستنساخ البيولوجي أو الهندسة الوراثية؟ أو ليس من حق آبائنا وأجدادنا علينا ان نجسد دورهم في بناء المجتمع أو بناء الدولة من خلال انتاج تلفزيوني بعيد كل البعد عن الانتاج التلفزيوني النسائي الحالي والذي تدور أحواله وأحداثه في مدارات متعددة نواتها الجنس والانحلال الخلقي بل ان هذه المسلسلات أطلقت مصطلحات وأفكارا ومفاهيم تدعو بصورة أو بأخرى الى الانحلال الخلقي وهدم كيان الأسرة.
تلك الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع والمدرسة الأولى لرجال وأمهات كويت المستقبل.
ألا يجب علينا ان نفهم الأسرة بهذه الصورة ونبعدها عن كل فكر أو مادة إعلامية تدعو الى تدميرها؟ أليس من واجبات المخططين للدولة ان يحموها من كل خطر يهددها؟ ولعل فكر الانحلال المبرمج من خلال المسلسلات الهابطة هو السم الزعاف الذي يؤثر بدوره على جميع أفراد الأسرة.
ولربما يتبادر للذهن ان الستلايت والانترنت لهما دور سلبي على الأسرة، أقول نعم، ولكن لكل مشكلة حل وانا كنت ولا أزال أسمع بالكيبل ونظامه ولم أره على أرض الواقع.
وأخيرا: قال لي أحد الأصدقاء انه سئل في مدينة القصيم السعودية سؤالا مفاده: هل أنتم بالكويت تصلون؟ قال نعم؟ قال: الذي يرى مسلسلاتكم يرى انكم لا تصلون!