مفرح العنزي
في بداية العمل البرلماني الجديد لم تكن الأمور على ما يرام ولم يكن الموجودون من أعضاء السلطتين متفائلين بعد الاحداث التي عصفت بالجلسة الأولى لهذا الفصل التشريعي وقد قرر وللاسف بعض اعضاء المجلس عدم حضور قسم وزير المالية بدر الحميضي، وهذا التصرف من قبل النواب عبارة عن احتجاج واضح لعدم رضائهم عن اداء وزير المالية السابق وليكن كذلك، ولكن الشيء المهم هو ان لدى الاعضاء ادوات قانونية ودستورية يمكن لهم ان يستخدموها اذا ارادوا ذلك، اما الخروج امام حضور اعضاء السلطتين فهذا شيء مؤسف ولا ينسجم مع روح التعاون والديموقراطية الرامية الى خدمة هذا البلد ومن جهة اخرى تدور الشائعات بان بجعبة اعضاء مجلس الامة قائمة طويلة باستجواب وزراء في المستقبل القريب مع العلم ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد طالب الاعضاء باعطاء الوزراء فرصة ثلاثة اشهر على الاقل لاداء مهامهم واثبات جدارتهم في انجاز المهام الموكلون بها وهي اشارة واضحة مفادها ان الحكومة تريد التهدئة والنظر للامور والمشاكل الواردة بين السلطتين من زاوية المصلحة العامة للوطن والمواطن والتفكير بافق واسع يتيح للجميع تلافي الاخطاء ونقاط الخلاف اذا ليبتعد نائب اليوم عن التدخل بالامور الفنية والتنظيمية والقانونية وغيرها وتركها لاصحاب الاختصاص في وزارات الدولة ولعل طرد الكويت من الاتحاد الدولي لكرة القدم خير دليل على ذلك بعد ان تدخل احد الاعضاء بمجال الرياضة.
واخيرا، كل ما اخشاه ان نصل من خلال ديموقراطيتنا الزائدة الجرعة الى طريق مسدود قد ينتهي باعلان حالة الطوارئ كما هو في باكستان الآن ثم تقطع الهواتف الارضية والنقالة ونبدأ باستخدام الحمام الزاجل كوسيلة مراسلات.