مفرح العنزي
إن من أهم الأمور التي يجب علينا أن نقف عندها ونتأمل التغيرات التي حدثت بعدها هي نقاط التحول التاريخية عن طريق الطفرات العلمية التي أعطتنا سبقا تاريخيا ملحوظا بهذا العصر الذي يعتبر من اكبر العصور ازدحاما بالعلماء في كافة التخصصات بل ان التطور المتسارع بكافة التخصصات العلمية أدى إلى بناء سريع لما يعرف بالقرية الصغيرة العالمية فكل شيء تريده ماديا أو صوتيا أو شعوريا تستطيع أن تصل إليه عن طريق الثورة الفنية والتقنية الجديدة بهذا العصر الجميل، ولكن هناك أشياء تحدث حولنا تهدد استقرارنا المادي والاجتماعي، كيف؟!
كما هو معروف أن الكم الهائل من الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية في أرجاء المعمورة والدعم السخي لها من قبل دول العالم يجعل سكان الأرض يسيرون خلف هذا الجيش الضخم من العلماء والفنيين بالعالم أجمع وهؤلاء العلماء يشكلون الجنود المجهولين الذين سيقودون سكان الأرض إلى الإبحار في عالم المجهول واكتشاف أسراره فترتفع أمم وتهبط أخرى ولعل اكتشاف الطاقة الذرية واستخدامها في الأغراض العسكرية منذ عام 1945 وهو العام الذي تم استخدام القنبلة الذرية لأول وآخر مرة هو خير دليل على ذلك وبهذه الطفرة العلمية الذرية تغيرت الاستراتيجيات العسكرية والسياسية وقام ساستها بصياغة من جديد استنادا الى هذه القوة الذرية الرهيبة التي دخلت فعليا في ترسانة أسلحة الجيوش حول العالم، وما يخصنا في هذا الاتجاه ككويتيين أو خليجيين هو أن النفط حقق لنا طفرة نوعية في مجال المعيشة والثراء إلا ان مستقبل هذا الكنز الأسود الذي أنعم الله علينا به سيصبح على كف عفريت أمام مراكز الأبحاث العلمية الدولية وقد أعلن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أنه بصدد دعم مراكز الأبحاث العلمية في الولايات المتحدة من أجل الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط، فظهر بعد هذا التصريح وقود الإيثانول المستخرج من الذرة وظهرت الطاقة الشمسية بتقنية جديدة ورائعة وظهر وقود النيتروجين للسيارات وما خفي فهو أعظم، ومن المهم بالنسبة لنا هو تطوير الصناعات النفطية وفتحها على المشاريع الصغيرة والمدعومة من قبل الدولة، إلا ان الأهم من ذلك هو إيجاد وسيلة علمية أو اقتصادية أو غير ذلك للوقوف خلفها كشعوب ونعتبرها خط الدفاع الاقتصادي الثاني الذي يحافظ على نمط حياتنا الحالية، أو اننا نذهب مستقبلا كسواق أو خدم في دول شرق آسيا أو مهاجرين غير شرعيين في أوروبا.
طرفة:
قال الجاحظ: أتتني امرأة وأنا على باب داري فقالت لي: إليّ بك حاجة وأريد أن تمشي معي فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ وقالت له: مثل هذا وانصرفت. فسألت الصائغ عن قولها، فقال: إنها أتت إليّ تسألني أن أنقش لها على خاتم صورة شيطان، فقلت لها: أنا لم أر الشيطان لأنقش صورته على خاتمك، فأتت بك إليّ وقالت ما سمعت.