مفرح العنزي
نعيش هذه الأيام في دوامة التصريحات المحلية والدولية وهذه التصريحات جعلتنا نهمل الاحتياطات الوقائية اللازمة، فعلى المستوى الدولي ومنذ عامين تقريبا ونحن نقترب من حافة الهاوية من خلال التصريحات السياسية والصحافية الأميركية المتعلقة بالحرب مع ايران وكذلك تفاوتت التصريحات حول سحب القوات الاميركية من العراق، فتارة نجد ان القوات ستبقى الى ما لا نهاية وتارة نسمع انها ستنسحب في غضون سنة وفي النهاية لم تضرب أميركا ايران ولم تسحب قواتها من العراق وفي اعتقادي ان ضرب ايران سينهي حالة التوتر العسكري في منطقة الخليج وهذا يعني انتهاء اسباب بقاء القوات العسكرية في المنطقة، وهذا التوجه غير مرغوب فيه الآن لان مغادرة القوات الاجنبية الحالية منطقة الخليج يعني دخول قوات اجنبية اخرى كالقوات الروسية او الصينية على المدى البعيد، او ان وجود هذه القوات يعني حماية تدفق وقود الخليج الى دول حلف الناتو بشكل خاص، والى دول العالم بشكل عام، وعلى هذا الاساس نجد ان ايران محمية ليس بقواتها وانما بالاستراتيجية السياسية والعسكرية الدولية والاحداث الاقليمية المتقلبة في العراق ولبنان وباكستان، كذلك وجود الشحنات النووية الروسية على الاراضي الايرانية يعني وجود حاجز صعب امام القنابل الذكية او القنابل العمياء المدمرة لهذه الشحنات على ارض المعركة ما يعني حدوث موجة من التلوث الاشعاعي في المنطقة وهذا الامر مكروه لشعوب وحكام دول الخليج، واذن نستطيع القول ان المعادلة صعبة، ان لم تكن مستحيلة، هذا من خلال القراءات السطحية لمفردات الأزمة الايرانية الاميريكة اما ما يدور خلف الكواليس فقد يكون شيئا آخر فإما ان يقود المنطقة الى الهاوية او ان الحل السياسي الآمن هو الذي سيفرض نفسه بنهاية الطريق، كما هو الحال في الحل السياسي الاميركي للبرنامج النووي الكوري والبرنامج النووي الليبي، ولا اعتقد ان هذه الحلول السياسية ستنطبق على الملف النووي الايراني وان حدث ذلك فإنه سيحدث على المدى البعيد.
اما دوامة التصريحات المحلية فإننا نجدها في مجلس الامة اذ لا يكاد المجلس ينتهي من استجواب وزير حتى يحجز وزيرا آخر للاستجواب الجديد، وفي ظل هذا التأزيم البرلماني المزمن وحلول التهدئة الحكومية قام الكثير من المواطنين بالاخلال بالتزاماتهم المالية من منطلق الوهم المنبثق عن التصريحات الصحافية للنواب والحكومة اما القرارات فان حركتها كحركتي المد والجزر فتارة تجد المواطن متفائلا الى ابعد حد وفجأة تراه متشائما الى ابعد حد واعرف الكثير من المواطنين الذين يعيشون حالة من التذمر والاحباط والسبب انهم لا يرون استراتيجية واضحة للحكومة يستطيعون من خلالها رسم خططهم الاجتماعية والاقتصادية وغيرهما سواء الحالية او المستقبلية فمشروع اسقاط القروض او فوائد القروض انتهى ولفظ رمقه الاخير وصليت عليه صلاة الجنازة بعد ان كان تفاؤل المواطن به كبيرا وواسعا وها نحن اليوم نعيش خبر العيدية بنهاية شهر فبراير والزيادة على الرواتب في ظـــــل غلاء الاسعار، والله اعلم وبنظري فإن التـــــصريحات الصحافية المتداولة هـــــي عــــــبارة عن عواصف رعدية في فنجان قهوة، لا تنفع ولا تضر.