مفرح العنزي
عندما تنطلق بسيارتك شمالا باتجاه منفذ السالمي فإنك ستجد نفسك امام مشكلة زحمة المسافرين في الصيف ولا تستطيع الخلاص من هذه الزحمة الا بعد معاناة طويلة فخدمات المسافرين تكاد تكون معدومة والمساحات داخل المنفذ ضيقة ولا يمكنها استيعاب الأعداد الهائلة من المغادرين والقادمين كل عام، اما المنافذ السعودية والأردنية والسورية والقطرية فالوضع مختلف تماما عن منفذي السالمي والنويصيب فالمساحات حدث ولا حرج، ويخيل اليّ احيانا بأنها تستوعب نزوح دولة كاملة اما الخدمات والتصاميم الهندسية والمعمارية والطرق داخل هذه المنافذ والتنظيم والتكنولوجيا المستخدمة بها فإنها رائعة واحيانا رهيبة وعلى سبيل المثال وجدت ان المنفذ القطري مع السعودية (وهو حديث البناء) مزجت به عمارة الماضي مع قوة الحاضر ويبدو لي انه صمم كمنتجع سياحي وليس منفذا بريا وبحسب رغبة صاحب السمو الامير بتحويل الكويت مركزا ماليا وتجاريا، أليس من حق المواطن والمقيم والزائر ان يرى المنافذ الكويتية في صورة تليق بمكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية؟
فالكويت في نظر مواطنيها والعالم اجمع ليست اقل قدرا من جاراتها ودول اقليمها سواء من الناحية الاقتصادية او الثقافية او التكنولوجية، فكل كويتي يريد ان يفتخر ببوابات الكويت قبل ان يصل هو وضيفه الى مركز الكويت ويريد ان يكون له كما لجيرانه قليل من الاهتمام والرعاية عندما يقبل على حدود الكويت ويريد ان تكون مراكز حدوده بشوشة جميلة راقية على نفس المستوى الأخلاقي والديبلوماسي الراقي الذي يمتاز به موظفو المراكز الحدودية الكويتية.
وكل كويتي يأمل في الماضي ان تكون المنافذ البرية راقية اليوم يريد وبكل تفاؤل ان يتحقق امله بوجودكم كرئيس للحكومة وبعهد صاحب السمو الامير، حفظه الله، ليحق له فيما بعد ان يفتخر بمنافذ الكويت البرية وينسى المنافذ الحالية التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من متحف الكويتي العلمي.