مفرح العنزي
لم يكن نفوق الاسماك الاخير هو الحادثة الاولى من نوعها في البيئة البحرية للكويت، بل ان ما يعرف بالمد الاحمر والتلوثات البحرية المتعددة الجوانب هي الاساس الحقيقي الذي تقوم عليه هذه الحوادث، وبالرغم من ان الدراسات البيئية المتعلقة بالبيئة البحرية للكويت أخذت نصيب الأسد سواء في الهيئة العامة للبيئة أو معهد الكويت للأبحاث العلمية أو مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الا ان المشكلة لاتزال قائمة، والحقيقة ان المختصين في هذا المجال أسهبوا كثيرا في عرض المشكلة أو المشاكل المتعلقة بالبيئة البحرية وأوضحوا الصورة بشكل كاف لصانع القرار، الا ان السلطات المختصة لم تأخذ موضوع التلوث البحري على محمل الجد ولم تفعل القرارات والتوصيات ولم تفعل القانون بشكل يؤمن كبح جماح القرصنة البيئية ان جاز التعبير، وعلى الرغم من ان الانسان محاط بثلاثة انواع من البيئة وهي البيئة الجوية والبيئة البحرية وبيئة اليابسة الا ان هذه الحوادث المتكررة لنفوق الاسماك على الشواطئ الكويتية تدل وبشكل صارخ على ان البيئة البحرية مهملة، والمشكلة ليست بفقدان مجموعة سمكات كويتية، بل المشكلة الحقيقية هي تساؤل الكثير من المواطنين عن الماء (ماء البحر) الذي نشربه يوميا والذي نفقت فيه هذه الاسماك هل هو ملوث بمادة كيميائية او اشعاعية او غيرها وهل هذه المادة تؤثر على صحة المواطن؟
والجواب ذهب بالكثيرين بعيدا، فقال بعضهم هل هي ملوثة اشعاعيا أو هل هناك سفن نفايات نووية بالمنطقة أو هل هي تلوثات اشعاعية قادمة من مفاعل بوشهر النووي؟
ثم يدخل المتسائل الذي لا يملك الجواب الكافي والشافي في دوامة قلق نفسي لا نهاية لها والحقيقة انه لا توجد اية تلوثات اشعاعية بالخليج العربي حتى ولو بأدنى المستويات الاشعاعية ذلك لان الاقمار الاصطناعية المخصصة لرصد الاشعة النووية لم تسجل شيئا، كذلك هناك 180 محطة رصد اشعاعي حول العالم تتبع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تسجل شيئا والمراصد الاشعاعية الكويتية لم تسجل شيئا فالحمدلله على ذلك.