مفرح العنزي
ها نحن نعيش في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الكويت معركة انتخابات الدوائر الخمس، وكالعادة ومن اجل ملء فراغ النشاطات الانتخابية واستعراض العضلات بين المرشحين يرفع المرشحون شعاراتهم ووعودهم بالاصلاح وتطبيق الشريعة الاسلامية، وبعضهم ينطلق من قاعدة التآمر على الكويت وآخر يقول ان اسباب حل المجلس تعود الى وجود تيارات تريد ان تدخل اعضاءها الى المجلس الجديد وآخرون يريدون استبدال رئيس الحكومة، وآخرون يريدون ان يكونوا اعضاء في الحكومة الجديدة، بالاضافة الى اسباب اخرى لا حصر لها.
ووسط هذا البحر المتلاطم من الصراعات والمشاحنات ذات النظرة قصيرة الأمد نجد ان الكويت هي الضحية الصامتة والدليل على ذلك ان الكويت بالأمس كانت دانة الخليج اما اليوم فقد تحولت الى حطبة دامة وليست دانة فالتنمية متوقفة والتطور الحضاري والتقني متوقف وحل محل ذلك التطور فساد مالي واداري وبيئي فالبيئة هي الخطر القائم الذي لا يقبل الفساد، وفي حالة وجود الفساد البيئي سواء الفساد الحكومي أو الخاص، فانه سيكون القاتل الأعظم للكويتيين وسيكون الكويتيون زبائن دائمين للعيادات الخارجية ولجنة العلاج بالخارج، ويروي لي أحد المهندسين في مصفاة الدوحة ان في هذه المصفاة فلترا للمواد السامة تبلغ قيمته مليون ونصف المليون دينار، وقد أكل الدهر عليه وشرب وتشبعت جميع اجزائه بالمواد الكيميائية السامة الطيارة بالجو ولم يستبدل بالرغم من إلحاح المهندسين على تبديله.
وهذا هو مثال بسيط على التلوث البيئي الذي نشهده ولعل اساسه هو الفساد المالي والاداري الذي يرى القائمون عليه ان مصلحتهم الشخصية أهم من المصلحة العامة للكويت.
اما الفساد الاداري فيمكننا ان نراه من خلال تقديم المناصب على أساس الواسطة، اما الكفاءة والخبرة فانهما في بعض الوزارات تأتيان آخر القائمة.
وها هم ابطال الانتخابات بالأمس واليوم لم يستطيعوا ان يتقدموا خطوة واحدة الى الامام فكم هي جميلة شعاراتهم ووعودهم، ولكن عندما يدخلون الى قاعة عبدالله السالم، فان الوضع بالنسبة لهم يتغير وكل واحد منهم يعمل على نيته التي من اجلها دخل معركة الانتخابات، وأسأل الله ان يعطي كل مرشح على قدر نيته والله وحده اعلم بالنوايا، سواء أكانت حسنة أم سيئة خاصة أم عامة.