مفرح العنزي
عندما أعلنت الشيشان الاستقلال عن روسيا قام الرئيس الروسي بوريس يلتسن بإرسال قوة عسكرية على ظهر 250 آلية عسكرية وذلك لقمع هذا الإقليم المتمرد بنظره، فدخلت هذه الآليات الى الساحة الرئيسية في العاصمة غروزني ولا يعلمون أنهم وقعوا في كمين نصبه لهم الشيشان فأبيدت القوة بالكامل وجن جنون الرئيس الروسي وأخذ يرسل الجنود الروس سنوات عديدة لا لأجل النصر بل ليموتوا على أرض الشيشان وعلى يد رجال العصابات الشيشان وقد لمعت أسماء قادة ميدانيين حققوا الكثير من الانتصارات على القوة العسكرية الروسية الجبارة ومنهم الجنرال جوهر دوداييف والقائد الميداني شامل باسييف وخطاب وأصلان مسخادوف وغيرهم.
وما يجري في غزة الآن هو عبارة عن نسخة مكررة للحرب الشيشانية ـ الروسية والحرب اللبنانية ـ الإسرائيلية والنتائج هي نفسها ومنها:
دمار شامل لأرض المعركة وتدمير بنيتها التحتية من قبل القوة المهاجمة.
خسارة القوة المهاجمة في المعركة وتكبيدها خسائر فادحة وخروجها من المعركة دون تحقيق أهدافها.
ضغط سياسي دولي ضد القوة المهاجمة لوقف الهجوم.
حصول المحاصرين على أموال ومساعدات دولية.
تبني رجال العصابات لعمليات ارهابية انتقامية ضد الدولة المهاجمة وحلفائها.
ارتفاع نسبة الكراهية بين الطرفين وقد تمتد لأجيال قادمة، وكذلك ارتفاع نسبة الأضرار النفسية بين المدنيين لاحقا.
استخدام القوة المهاجمة لأسلحة محرمة دوليا.
فشل نيران الآليات العسكرية أمام نيران المقاومة وذلك لسهولة صيدها بأسلحة المشاة الخفيفة المستخدمة من قبل رجال العصابات.
السكان المدنيون يعتبرون الملاذ الآمن لرجال العصابات ويزودونهم بالماء والغذاء والاسعافات الأولية.
الوصول الى اتفاق دولي بين الطرفين ينتهي بفك الحصار ودخول المساعدات الانسانية.
ومن خلال الدروس التاريخية لحروب العصابات فعادة ما تكون القوة المهاجمة لرجال العصابات مزودة بأسلحة ثقيلة وتكنولوجيا متطورة، الا ان نجاحها سيكون محدودا على الأرض بسبب ان رجال العصابات تجمعهم عدة عوامل وتجعلهم على قلب رجل واحد وهي وحدة اللغة والعقيدة والمصير والعرق والاتفاق على الدفاع عن الوطن، وهذا يعني ارتفاع المعنويات القتالية لرجال العصابات وبالمقابل نجد ان القوة المهاجمة ليس لديها الدافع المعنوي المتفوق على معنويات رجال العصابات، الأمر الذي يؤدي الى ترجيح كفة النصر لرجال المقاومة بالرغم من الخسائر الميدانية التي تواجهها ساحة أرضهم، ولا أعتقد شخصيا بأن الجيش الإسرائيلي سيحقق أهدافه المرجوة منه بوقت قصير على أرض غزة ولو أصر الجيش الإسرائيلي على ذلك فإنه سيحتاج إلى سنوات عديدة لتحقيق هذه الأهداف وهذا مستحيل أمام حالة الغضب الإقليمية والدولية.
شكرا لـ «الكويتية»:
جاءنا كتاب من مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية تشكرنا فيه على ما عرضناه في مقال «الكويتية الجريحة» الذي نشر في هذه الزاوية في 15 ديسمبر الماضي، وبدورنا نتوجه بالشكر الى مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام في المؤسسة الاخ عادل بورسلي على الاهتمام بكل ما ننشره عن المؤسسة وجهوده الدائمة للارتقاء بمستوى العمل، ولا شك ان ثقتنا بـ «الكويتية» كانت ولا تزال في محلها، ونتمنى لها دوام النجاح والتوفيق لخدمة الوطن والمواطنين.