مفرح العنزي
لقد اصبح القراصنة الصوماليون هاجسا مخيفا على الامن الدولي وقد حدث ذلك فجأة ومن دون مقدمات تاريخية اذ لم يكن للقراصنة الصوماليين اجداد عملوا بهذا المجال من قبل، كل ما هنالك انهم تركوا مهنة صيد الاسماك واتجهوا الى صيد البواخر وناقلات النفط واحتجاز من فيها مقابل الحصول على فدية تقدر بملايين الدولارات، وهذا يعني انهم استطاعوا السيطرة على قرابة الاربعين سفينة من جنسيات متعددة اما حصيلة هذه السفن من الرهائن فقد بلغت حوالي 300 رهينة، وقد تحولت هذه الظاهرة في الصومال الى كنز يمكن من خلاله تعديل اوضاع القائمين عليها بين عشية وضحاها، وهذا يعني انها اصبحت مصدر رزق للشعب الصومالي الفقير البدائي الذي كان ولايزال يعيش على شظف العيش بعد سقوط حكومته عام 1991.
وقد امتدحت وسائل الاعلام الغربية اسلوب القراصنة الصوماليين في السيطرة على السفن ومن ثم اختطافها بل واشادت بمستوى التكتيك الميداني ودرجة التسليح ونوعية الاسلحة التي يستخدمها القراصنة الصوماليون، ثم انطلق الخيال الاعلامي الغربي بعيدا ووصفهم بـ «جن البحر» واستعصت هذه الظاهرة على القوات الدولية بكل ما اوتيت من قوة ومن تكنولوجيا متقدمة.
ولكن عندما ننقل هذه القضية ونضعها في ميزان العقل والمنطق نجد انفسنا أننا سنكون ساذجين ومغفلين عندما نصدق ذلك ونقول ان العالم لم ولن يستطيع ان يقضي على ظاهرة القراصنة الصوماليين لعدة اسباب منها:
ان القراصنة الصوماليين ليس لديهم سوى بندقية ak الهجومية مع قاذف rpg.
ان القوات الدولية لديها ما جدّ واستجد في مجال التسليح والاقمار الصناعية.
القراصنة الصوماليون لم يتخرجوا من كلية ساند هيرست او اكاديمية اعالي البحار لكي يطبقوا علوم القتال النظرية بهذا الشكل في خليج عدن.
القوات البحرية الدولية لديها من العلم والمعلومات ما يمكنها من محاربة المخلوقات الفضائية في البحار والمحيطات.
هل نسيت القوات البحرية الدولية التي كلفت بالقضاء على هذه الظاهرة تكتيكات الشراك الخداعية وتكتيك التمويه واستخدام الغواصات والرصد والرؤية الليلية؟ بالطبع لا.
وعلى اي حال فباعتقادي ان القراصنة الصوماليين يمكن القضاء على نشاطهم ولكن ليس الآن لان المسألة تحتاج الى وقت وفق نظرية خلق بؤرة صراع دولي حتى تنتهي بتواجد دولي دائم على حدود القارة البكر (افريقيا) ثم وضع قواعد عسكرية جديدة للدعم اللوجستي المستقبلي لأي قوة دولية ستقيم هناك.