يفترض ان من عانى من الحرمان ألا يحرم الآخرين ويفترض ان من عانى من المرض ان يساعد الآخرين في شفائهم من أمراضهم ويفترض من بنيامين نتنياهو الذي عانى آباؤه وأجداده من محارق النازية بألمانيا يفترض ان يوقف مسلـسل حـرق غزة والذي وصلـت أحـداثه الـى الحلقة الثالثة بعد 2009 و2012 وربما إذا سيـطرت الحلول الوحشية مع أهل غزة على قادة إسرائيل ستتحول محارق إسرائيل في غــزة الى مسلسل مكسيكي لا نهاية له، وفي المقابل فمن المحتمل ان هذا العنف الإسرائيلي المتواصل ضد الفلسطينيين سيكون بمنزلة مفتاح الحرية الأبدية لهم.
فإسرائيل تملك الأسلحة الفتاكة المستخدمة من قبل جيش ذهب إلى غزة بمعنويات متدنية وينظر الى العودة سالما بعد نزهته المزعومة في غزة، أما المقاتل الفلسطيني فإنه يقاتل عن عقيدة ومعنوياته عالية جدا، وهو أصعب أنواع المقاتلين عند المواجهة إضافة إلى ذلك انه يقاتل العدو بأرضه التي هي أرض آبائه وأجداده وشعبه يدعمه بكل رحابة صدر، وهذه من أهم مقومات النصر في حرب العصابات، والمقاتل الفلسطيني نجد ان الحياة والموت متساويان أمامه، وليس لديه شيء يخــسره في المعركة سوى هاتفه النقال الرخيص الثمن والذي لا يعمل أصلا بسبب انقطاع الكهرباء الناجم عن قصف العدو الإسرائيلي لمحطات توليد الكهرباء وسلاحه الهجومي الذي اشتراه من السوق السوداء الإسرائيلية بثمن بخس عن طريق الخونة في الجيش الإسرائيلي (الله يكثر من أمثالهم).
وأما العسكري الإسرائيلي فإنه يقاتل في أرض عدوه وقطعة العسكرية ستكون أهداف واضحة للمقاتلين الفلسطينيين، والعسكري الإسرائيلي يريد ان يعود إلى صديقته وكلبه المدلل ووسائل تواصله اجتماعيا ويريد ان يعمر بهذه الدنيا ألف سنة وعليه فإنه حريص كل الحرص على حياته ولا يريد ان يفرط فيها في غزة.
ولو اننا قمنا بمراجعة سريعة لتاريخ العلاقات اليهودية مع العرب لوجدونا انهم عاشوا بكرامتهم وبكامل حرياتهم الدينية والاجتماعية في ظل العصر الذهبي للدول الإسلامية بعد ان عاشوا بمذلة خلال حكم الكنيسة بأوروبا وخلال حكم الفراعنة بمصر قبل الإسلام.
أما اليوم ومن خلال ملف غزة كأقرب دليل فقد أثبت الإسرائيليون انهم ناكرو جميل بامتياز للعرب والمسلمين، وغدا حتما سيكونون ناكرين للجميل مع حلفائهم الأميركان والأوربيين، والدلائل التاريخية تؤكد هذا السلوك المستأصل فيهم بل انه يعتبر جزءا من صفاتهم الوراثية (dna) ان جاز التعبير.
ولو ذهبنا الى أبعــد من ذلك فــإننا لا نلومهم بذلك لأنني قرأت في كتابهم «التوراة» هذا النص: «كما يعلو الإنسان عن الحيوان فـإن اليهود يعلون عن خلق الله من البشر»، من جهة أخرى، يزعم اليهود انهم شعب الله المختار وربما زادتهم هذه المكانة الدينية وهذه العقيدة المحرفة بأن يستهينوا بفضل المسلمين عليهم وبدمائهم وخاصة في غزة.