من الجميل ان نحتفل بأعيادنا والأجمل من ذلك ان نستذكر الدروس التي من خلالها نضع النقاط على الحروف لحاضرنا ومستقبلنا، فالغزو الصدامي للكويت كان بمنزلة نقطة تحول فمن خلاله كشفت الأقنعة واتضح لنا العدو من الصديق ذلك الصديق الذي اثبت وجوده معنا وقت الضيق وذلك العدو الذي كنا نراه اقرب منزلة الينا من الصديق. وفي النهاية نحمد الله ان الكويت بقيت وانتهى زمن اعدائها الى الأبد.
وقد كانت العناية الإلهية للكويت أميرا وحكومة وشعبا فوق كل ما قدم لها من امكانات عسكرية لتحريرها ففي ايام الرخاء كانت المساعدات الكويتية الحكومية والأهلية تجوب العالم لمساعدة المنكوبين ولنشر الإسلام بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وهذا التوجه كان ملازما لأهل الكويت منذ القدم حتى يومنا هذا وعليه صنفت الكويت في المرتبة الأولى عالميا من حيث المساعدات الإنسانية وقد تحمل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، هذه المسؤولية الى ان حصل على لقب امير الإنسانية، وقد حظي بحب واحترام وثقة المجتمع الدولي، فحضور سمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحفلة السفارة الكويتية بواشنطن بمناسبة عيد التحرير والعيد الوطني ومشاركة دولة الإمارات الشقيقة للكويت في احتفالاتها خير دليل على ما يختلج في القلوب من مشاعر حب وتقدير للكويت أميرا وحكومة وشعبا. فكل الشكر والتقدير لهم على مشاعرهم النبيلة تجاه الكويت.
ويلاحظ الجميع اثناء الاحتفالات بهذه المناسبة المجيدة على شارع الخليج العربي ان الكل مسرور ومبتهج والكل يلعب ويلهو بأسلوبه سواء بالماء او بالملصقات على السيارات وغير ذلك من أساليب التعبير عن هذه الفرحة، وهذا دليل دامغ على أن الكويت للكويتيين وان عودتها لأهلها اهم من كل شيء سلبي نسمعه او نقرأه او نشاهده، لان الوطن كالأم الحنون التي ننام في حجرها وتسهر على راحتنا وتحبنا اكثر مما نحبها، فالكويت ليست وطن بل هي كرامتنا وامننا وراحتنا ومستقبل أجيالنا، لذلك يجب علينا المحافظة عليها بكل ما نملك من وسائل وامكانات فكرية وثقافية وصحافية وحتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي علينا الا نكون ضدها بل معها في كل صغيرة وكبيرة، لأنها أمانة الآباء والأجداد واليوم نحن نتحمل مسؤولية هذه الأمانة، وان شاء لله سيكون هذا الجيل قدها وقدود.
وبهذه المناسبة أسأل الله ان يحفظ الكويت أميرا وحكومة وشعبا من كل مكروه.