تنقسم أطراف الصراع في اليمن إلى ثلاثة أجزاء وهي الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وطائفة الحوثيين المدعومة من قبل ايران تحت ظل مبدأ تصدير الثورة الإيرانية والذي اعلن عنه في بداية نجاح الثورة الإيرانية ضد حكم الشاه عام 1979.
فالرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي قدم الى السلطة بعد تسوية قدمت من قبل مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس السابق بغرض حقن دماء اليمنيين وبموجب هذه التسوية خرج الرئيس صالح بضمانات تضمن له سلامته وعدم مساءلته عن جرائم الحرب التي ارتكبها ضد شعبه.
إلا ان صالح لم يستطع التأقلم مع وضعه الاجتماعي الجديد كرئيس مخلوع فأراد ان يعيد البريق لشخصيته عن طريق التحالف مع الحوثيين لإعادته للحكم من جديد على الرغم من قيامه بقصف الحوثيين ومحاربتهم وقتلهم بعد تمردهم عليه قبل بضع سنين، فالرئيس علي عبدالله صالح يعتبر دينمو الحل ودينمو الحرب ان اراد، والسبب في ذلك هو ان صالح لديه حلم كبير بل ومتفائل جدا بالعودة الى الحكم ويتميز صالح عن خصمه هادي بانه يملك المال والمعلومات والعلاقات، اذ يرجح اليمنيون انه استولى على عشرات المليارات من الدولارات قبل ان يترك السلطة ولا يزال يتمتع بعلاقات طيبة ووثيقة مع اصدقائه القدامى المتعاطفين معه والموجودين بأجهزة الدولة اذ يوفرون له كما هائلا من المعلومات اضافة الى المعلومات التي تصله من افراد عشيرته الموالين له.
اما الرئيس هادي فقد كان يعمل في حكومة صالح وليس بيده شيء سوي انه الرئيس الشرعي لليمن بعد مبادرة الوساطة الخليجية. ولو ذهبنا مع الاحتمال الاسوأ وانتصر صالح على هادي فسنجد ان التحالف بين صالح والحوثيين لن ينتهي الا بصراع دامٍ على السلطة نهايته خروج المغلوب للابد وهذه الاحتمالية تشير الى ان الصراع سينتهي حتما لصالح الحوثيين الذين لن يقبلوا بصالح رئيسا لهم اذ ليس من المعقول ان يكون جلادهم بالأمس هو رئيسهم المستقبلي وان قبلوا بذلك فهم حتما سيكونون مغفلين بالنسبة لصالح، ومن جهة أخرى لن يكون هناك تجانس بين الشعب اليمني والحوثيين في حالة اقصائهم للرئيس صالح وعليه فلن يكون هناك استقرار في اليمن وهذا بدوره سيؤثر سلبا على امن دول الخليج العربي.
لذلك يرى الاطفائيون ان الحريق عبارة عن مثلث له ثلاثة اضلاع، الاول مصدر اشعال، والثاني مادة قابلة للاشتعال، والثالث اوكسجين، ولو عزلنا احد هذه الأضلاع لخمدت النار، ومثلث حريق الأزمة اليمنية بالترتيب المماثل لمثلث الحريق هو (صالح، الحوثيون، المجتمع الدولي) فلو تم عزل احد هذه الأطراف عن الساحة اليمنية لانتهت الأزمة اليمنية بسرعة.