غاز الكلور يعتبر أحد أنواع الغازات الكيمياوية السامة التي حرم استخدامها من خلال اتفاقية جنيف الموقعة عام 1925 إلا أن الزعيم النازي ادولف هتلر أمر باستخدامها ضد القوات الفرنسية المتمركزة في خط ماجينو الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية حيث قامت قوات الـ ss الخاصة الألمانية بتحميل مادة الكلور الثقيل بواسطة شاحنات صهاريج ثم قامت هذه القوات بسحب الخراطيم وإلقائها في خط ماجينو الفرنسي وهو عبارة عن خندق يمتد على طول الحدود بين فرنسا وألمانيا ساهم في حفره الجزائريون مقابل الحصول على استقلالهم من قبل فرنسا.
وقد قتل بهذه العملية اكثر من خمسة آلاف جندي فرنسي اغلبهم من الجزائريين ثم قام الألمان بعملية اختراق واسعة النطاق للحدود الفرنسية ومن ثم احتلال فرنسا.
وفي سورية أصبح استخدام النظام السوري للكلور شبه يومي وعلى مرأى ومسمع العالم كله.
وهذا السلوك يعطي مؤشر مفاده أن النظام وصل إلى حالة يأس تام مع المجتمع الدولي ولا يهمه أي انتقاد من قبل المجتمع الدولي ليس هذا فحسب بل ان هناك مجموعة عوامل يمكن لنا أن نرى من خلالها وبوضوح أن هذا النظام الديكتاتوري هو صورة مصغرة عن النظام النازي في ألمانيا ابان الحرب العالمية الثانية والذي استخدم جميع ما لديه من الأسلحة فلا يهمه أن كانت محرمة او مسموحا بها فالنظام السوري لايزال كما هو إلا أن العالم بدأ يتغير من حوله تدريجيا وهذا التحول يمكن قراءته من خلال الآتي:
اولا: انخفاض سعر برميل النفط عالميا وقد انعكس ذلك سلبا على حلفائه الروس والإيرانيين.
ثانيا: انشغال الروس بالأزمة الأوكرانية وما تلاها من عقوبات تجارية وسياسية على روسيا.
ثالثا: انشغال إيران بملفها النووي مع المجتمع الدولي ثم انشغالها بمساندة الحوثيين في اليمن.
رابعا: استخدام القوة العسكرية لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي الخليجي.
خامسا: تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة للتدخل السريع.
سادسا: مناقشة الأزمة السورية خلال الأسابيع الماضية من قبل مجلس الأمن الدولي.
ثامنا: تسليط الضوء على كوارث غرق اللاجئين السوريين في البحر الأبيض المتوسط.
تاسعا: تداول وسائل التواصل الاجتماعي العالمي قبل أسبوع للموقف الإنساني الشهم الذي قام به مواطنان سوريان لمساعدة معاق صيني وهذا يدل على ان هذا الشعب يستحق الحياة ويستحق انقاذه من مخالب حاكمه الديكتاتوري.
عاشرا: الأراضي السورية أصبحت مرتعا خصبا للمنظمات الإرهابية وقاعدة لتصدير الإرهاب الدولي الى دول الجوار والعالم.
حادي عشر: سقوط حلب وادلب وجسر الشغور ومخيم اليرموك في دمشق من قبضة النظام.
ثاني عشر: الأخبار الأخيرة تدور حول حدوث انقسامات حادة في عائلة الاسد ومن نتائجها اغتيال رستم غزالة واغتيال احد ألوية جيش النظام خلال تفجير مدمر في ركن الدين بدمشق قبل يومين والتحاليل تشير الى ان يكون النظام قد قام بقتله بهذه العملية تجنبا للشوشرة على الجيش او ان هناك عملية اختراق من قبل قوى المعارضة للطوق الامني الذي فرضه النظام على دمشق وهذا يعني تحقيق تقدم ميداني بارز للمعارضة استطاعت من خلاله القيام بهذه العملية.
ثالث عشر: وصول قوات المعارضة إلى اللاذقية وهي معقل النظام ورمزه واشتباكها مع قوات النظام هناك.
وهناك أمور أخرى لا يتسع المجال لذكرها إلا أنها في مجملها تشكل حاضنة قويه لحشد المجتمع الدولي للوقوف الى جانب الشعب السوري الذي اصبح ضحية لحاكمه الديكتاتوري وأيضا ضحية لصمت المجتمع الدولي على الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحقه من قبل الميليشيات الإرهابية المسلحة والقوة العسكرية للنظام الجوية منها والبرية، وباعتقادي فانه سيحدث تطور كبير وربما مفاجئ خلال الأشهر القليلة القادمة وسينتهى بإغلاق ملف الأزمة السورية ومن ثم عودة السوريين إلى ديارهم ليبدأوا بعهد جديد من الحرية والطمأنينة، وسيساندهم العالم في بناء سورية الجديدة.