من الطبيعي أن يتعثر الإنسان في حياته ويواجه الآلام ومن الطبيعي أن يخيب ظنه في بعض الأشخاص من حوله، لكن هذا لا يعني أن هذا الموقف أو ذاك يعني نهاية الحياة بل الحياة لن تكون حياة ما لم تصاحب بنجاح يبنى على تجارب مليئة بالفشل وقد وصف القدماء هذه الصورة بقولهم:
من يخشى صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
فالعالم المشهور اينشتاين صاحب النظرية النسبية كان فاشلا في الثانوية العامة، لكنه استيقظ من فشله بعد أن نهره أحد الطلاب في فصله على غبائه وقد انتهى به المطاف إلى أن العالم اصبح يعرف اينشتاين ولا يعرف أي احد من طلاب فصله، كما أن القائد الروسي الشاب جوكوف كان غير معروف أيام الحرب العالمية الثانية إلا أن جرأته مكنته من مقابلة ستالين رئيس روسيا آن ذاك وطلب منه قيادة المعركة في ستالين غراد مقابل الإعدام إن لم يحقق النصر لروسيا، وقد استطاع أن ينتصر على الألمان في معركة روستوف فعرف العالم جوكوف وزيرا للدفاع الروسي بقدر ما عرف العالم ستالين.
أما ايزنهاور قائد قوات الحلفاء ضد ألمانيا فقد كان فاشلا أثناء رعاية أمه له فقامت أمه بمحاولة فاشلة لإنقاذه من فشله الدراسي عن طريق تخصيص مدرسين خصوصيين له مقابل أجر مادي إلا أن ذلك لم يجد نفعا معها، فقامت بتدريسه مقابل السماح له باللعب خارج المنزل مع أصدقائه وان لم يفهم الدرس تقوم بحرمانه من هذه الفرصة، واستطاع ايزنهاور أن يتخرج بامتياز من الكلية الحربية وان يكون قائدا لقوات الحلفاء ضد ألمانيا وان يكون رئيسا للولايات المتحدة، لكن العالم لا يعرف اسم امه التي عرفت العالم به.
أما العالم اديسون الذي أضاء العالم باختراعه المصباح فقد كان فاشلا في الدراسة وبسبب هذا الفشل لجأ إلى سرداب منزله واستطاع أن يخترع المصباح بعد محاولات كثيرة لإنارة المصباح ولو انه قرأ سورة النور بالقرآن الكريم لاستطاع أن يوفر الكثير من الجهد والتفكير والتكاليف في اختراعه، وقد عرف العالم اديسون لكنه لا يعرف اباه أو امه أو مدرسته التي فشل بها.
والمدرسة شيء لكنها ليست كل شيء فالإنسان بذاته وعلو همته وإصراره وصبره يستطيع أن يحقق كل ما يريد بعد الاتكال على الله والأخذ بأسباب النجاح.
ولكي نكون مستعدين لصعود القمة وعلو الهمة علينا أن نؤمن بأن الحياة عبارة عن سجال فيوم لنا ويوم علينا فإن كانت لنا علينا أن ندخر شيئا من نجاحنا لغد مشرق وان كانت علينا فعلينا أن نصبر ونعيد الكرة من جديد وبسلاح فريد من نوعه وهو أن نضع في قلوبنا بأن «العلم ثم العمل وقود الأمل» وهذا ما أراه واقعا ملموسا ان أخذنا بالأسباب بعد التوكل على الله.
[email protected]
salnesf@