لا يمكننا أن نتصور ما يحدث الآن قبل عقد من الزمن، فالأساليب الإرهابية في تطور مستمر، وهذا التطور نجده واضحا من خلال الهجمات الإرهابية على المساجد، والمسلم العاقل الواعي لا يمكنه أن يستوعب ما يحدث من هول الصدمة، فضيوف الرحمن يقتلون على يد المدعين بعبادة الرحمن. فبالأمس استشهد مصلون في مسجد الصادق بالكويت وبعده استشهد مصلون في مسجد بمنطقة عسير بالسعودية، وقد حدث ذلك على يد إرهابيين دواعش يطلق عليهم الذئاب البشرية المنفردة، وهؤلاء الإرهابيون ليست لديهم سجلات جنائية كما أنهم خضعوا لعملية استعباد فكري من قبل «داعش».
ولكي تكافح قوات الأمن والمجتمع بأكمله هذه الذئاب المنفردة علينا القيام بالآتي:
أولا: وضع وسائل تكنولوجية خارج المساجد وإحاطة هذه المساجد بحواجز اسمنتية ومدخل واحد يتم من خلاله الكشف عن هذه الذئاب.
ثانيا: شن حملة إعلامية توعوية عن مفاهيم العقيدة وأساس الجهاد وشروطه.
ثالثا: توضيح أن البيعة لا تجوز إلا لولي الأمر وحده ولا يجوز للمسلم غير ذلك.
رابعا: بيان عقوبة قتل المسلم لأخيه المسلم من الناحية الشرعية.
خامسا: عقد ندوات وبرامج فكرية وسطية أهلية وحكومية للتصدي لفكر الدواعش.
سادسا: تنظيم مناظرات مسجلة مع المتهمين بموالاة داعش.
سابعا: إنتاج أفلام وثائقية عن جرائم هذا التنظيم في سورية والعراق.
ثامنا: بعد أي اعتداء إرهابي يقوم طيران دول مجلس التعاون بشن غارات جوية عنيفة على مقار التنظيم في كل من سورية والعراق.
كما انه لابد من مشاركة شيوخ دين وإعلاميين ورجال أمن وشخصيات مؤثرة ومتطوعين بهذا المجهود، وذلك لتقليص دائرة التأثير الفكري المتطرف الداعشي على عقول الشباب في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، واعتماد وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والإعلانات المرئية، وغير ذلك لنشر الفكر الوسطي المعتمد من قبل أمة الوسط كما ورد في القرآن الكريم. فالإسلام دين رحمة ومغفرة وليس دين انتقام وغدر بالمسلمين كما نرى اليوم.
وبهذه الطريقة وغيرها يمكننا تصحيح المسار الفكري للكثير من الشباب الذين انخدعوا بداعش وقاموا بقتل المسلمين في بيوت الله.
أخيرا: يروي لي أحد الإخوة السوريين أن أحد أقربائه في منطقة الشدادي بالقرب من الحسكة كان واقفا على الطريق ينتظر من يقله الى وجهته، وبعد انتظار طويل من الصباح الباكر مر عليه صاحب دراجة نارية فوقف له ثم تحرك باتجاه نقطة سيطرة لاحدى الفصائل المسلحة وقبل الوصول لهذه النقطة سأله الراكب: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال: أنا ذاهب لأفطر مع جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفورا طلب منه النزول، وقال له: روح افطر بروحك، أنا أفطرت في البيت. وما هي إلا لحظات حتى فجر نفسه في نقطة السيطرة، فمات على الفور.