مفرح العنزي
من الواضح أننا ندرك كأشخاص وجماعات أن هناك مفاهيم وسلوكيات قد تبدلت بعد الغزو الصدامي المكروه في 2/8/1990، أما قبل ذلك فإن الأمور كانت على ما يرام، بل إن الكويت تجمع الجميع تحت مظلتها والجميع يرون أنها الملاذ الآمن لهم وقد كانت الكويت مسؤولية أجيال ما قبل الغزو وما بعد الغزو، إلا أن الكثير من أبناء الكويت انزلقوا في طريق صدام الزلق الذي صنعه لهم، فذلك الشخص المفسد كان يؤمن بفرضية «فرق تسد» بدأها في العراق ونجحت معه فأصبحت كالمنجل الذي يحصد العشرات من رقاب الأبرياء بعد هلاكه ولا تزال طاحونة هذه الفتنة تدور برحاها في العراق وهذا هو بالضبط ما كان يريده صدام المقبور وقد صرح به علنا قبل الهجوم الأميركي على العراق لإسقاطه، حيث قال في إحدى خطبه لمجموعة من الضباط «إن العراق خلطة كيميائية لا يعرف سرها إلا أنا» أي بمعنى أن هذه الخلطة الكيميائية ستكون قاتلة في حالة عزلي من رئاسة العراق وقد حدث ما توقعه بعد عزله من قبل القوات الأميركية عام 2003، ولكن بما أن الشعب العراقي قام مرغما بابتلاع طعم فتنة صدام، إلا أننا في الكويت لدينا عقول تفكر وتحلل وتستنتج وتبحث عن أساس المشكلة، فأساسها هو صدام نفسه وطريق الحقيقة واضح لدى كل كويتي، إذ إن شعب الكويت هو شعب واحد، فلا سنة ولا شيعة ولا بدو ولا حضر، بل إن كل كويتي عليه أن يدرك تماما أن أي تفكير يقوده الى الالتفات الى الفتنة أحمق، لأن رصاصة الجندي العراقي في الكويت لم تكن مبرمجة عل قتل ناس وترك آخرين بل إنها مبرمجة على قتل كل كويتي يريد أن يدافع عن وطنه واليوم كلنا مجبرون على أن نفهم أكثر من أي وقت مضى أنه لا توجد لدينا كويت غير هذه الكويت، كما أن كل شخص يسعى إلى إثارة الفتنة أو التصرف بهمجية ضد أمن واستقرار الكويت فإنه بهذا التصرف يسعى بصورة غير مباشرة لخدمة صدام المقبور وأتباعه الذين أوصلونا إلى هذه المرحلة المتوترة في تاريخ الكويت.