إن اكتشاف الخارطة الجينية للإنسان قبل بضع سنوات وبتكلفة مليارات الدولارات يقودنا إلى حقيقة علمية أو اتجاه علمي جديد وهو اكتشافات جديدة لخرائط كائنات حية ومنها الڤيروسات، ولكن هذا الأمر ربما يكون تحت مظلة عالم السرية.
ومرض إنفلونزا الخنازير كان بالماضي لا يصيب البشر إلا أنه قد يصيب صاحب مزرعة الخنازير وقد برر العلماء تحول ڤيروس إنفلونزا الخنازير إلى ڤيروس يصيب الإنسان من منطلق أن بداية ظهوره تمت بوجود إنسان وخنزير وطير كلهم مصابون بالإنفلونزا، ثم تمت العدوى بينهم، ثم ظهر ڤيروس إنفلونزا الخنازير الذي يصيب الإنسان وقد يقتله، وهذا الأمر أقرب للنكتة من الحقيقة، إذ ان العالم الذي اكتشف علم الاستنساخ وقام بإنتاج النعجة «دولي» حاول 180 مرة من أجل الوصول إلى انقسام البويضة لتكوين الجنين والعالم أديسون حاول أكثر من 300 مرة وربما أقل بقليل من أجل اكتشاف البطارية الجافة وعليه فإن إنفلونزا الخنازير لم تأت بالمصادفة كما يزعم بل إنها نتاج حي لأبحاث بيولوجية سرية من أجل المصلحة التجارية للشركات الدوائية، فمختبرات الأبحاث البيولوجية العسكرية المهتمة، بإنتاج سلالات جديدة من الڤيروسات والجراثيم قد تحول بعضها بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية إلى مختبرات أبحاث مدنية تبحث عن التمويل المالي لأبحاثها عوضا عن التمويل الحكومي. والخوف كل الخوف ليس من مرض إنفلونزا الخنازير بل الخوف الحقيقي يكمن في إنتاج ڤيروس أو جرثومة جديدة في يوم ما في المستقبل وتكون شديدة العدوى وليس لها علاج أو مصل واق لكونها غير مألوفة سابقا ثم تفتك بالعالم أجمع فتغلق المطارات وتعلن شركات الطيران إفلاسها ويهرب سكان المدن إلى الصحارى والغابات والجبال وتعم الفوضى وتغلق المدارس والجامعات وينعدم القانون ثم نعود إلى العصر الحجري بعد وفاة نصف سكان الأرض وهذا ما حدث بالفعل في العصور الوسطى عندما فتك وباء الطاعون (الذي ليس له علاج بذلك الوقت) بالعالم وقتل ثلث سكان أوروبا وآسيا الوسطى والصين وهذا ما يمكن أن نتصوره من أحداث قد يتسبب فيها هذا القاتل الصغير المؤلم.