لم اتوقع في يوم من الايام ان يقوم داعية كويتي بإجازة الغناء والمعازف، لكن يبدو لي ان حمى الفتاوى اصبحت كحمى انفلونزا الخنازير التي اجتاحت العالم الاسلامي الذي اصبح مفتوحا لجميع انواع الفتاوى الجنسية والجهادية والمالية وغيرها دون حسيب او رقيب.
اذ لم ينته العالم الاسلامي من فتوى أستاذ جامعي مصري ادعى فيما بعد انه يريد الشهرة بعد ان سارت الركبان على انغام فتواه التي ادعى من خلالها ان المدير يحق له استباحة حرمة سكرتيرته بعد ان يقوم بالرضاعة منها خمس رضعات مشبعات، وكذلك الفتاوى الجهادية التي ادعى مطلقوها استباحة حرمة دم المسلم من خلال اجازة الانتحاري بتفجير نفسه عند الهدف المحدد له حتى لو كان به مسلمون على اعتبار ان القتلى المسلمين يحتسبهم المفتون الجهاديون شهداء عند الله، وهذا مناقض تماما لشرع الله، فالقتل من دون وجه حق مرفوض في كل الشرائع السماوية.
اما ما جاء به الداعية صلاح الراشد من جواز الغناء والمعازف في الدين الاسلامي فيكفيني بذلك معارضة الآيات القرآنية لهذا الرأي، حيث قال تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين ـ لقمان: الآية 6).
وقد وردت هذه الآية بناء على موقف شخص يدعى النضير بن الحارث الكلدي وهو حليف قريش الذي اتخذ لهو الحديث، اي الغناء، اسلوبا لصرف الناس عن الاسلام، فكان يشتري الجواري المغنيات ويفتح ناديا للهو والمجون لكي لا ينشغل الناس بالاسلام ولا يجلسون الى نبيه، بل يتعمد السخرية من الله ورسوله والمؤمنين، وفي المقابل كان المسلمون يسخرون منه لجهله وظلمه لنفسه حتى قتله المسلمون في عقر داره. واذا كان الداعية صلاح الراشد يصر على موقفه، فليكن كذلك، لكن عليه ان يتحمل ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال «من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة».
كما ارجو من الداعية نفسه الا يقوم مستقبلا بتحليل العبودية والرقيق الابيض (الجواري) الذي تم تحريمه من قبل قوانين الامم المتحدة لأنه ان فعل ذلك سيصبح ارهابيا بنظر الدول المتحضرة التي وضعت احد مواطنيها رئيسا لها بعد ان عانى اجداده من العبودية المقيتة.