mefrehs@
المتابع للساحة الثقافية والفنية في الخليج والوطن العربي يرى ويسمع العجب العجاب من قصص الحروب التي تحاك هنا وهناك لممثل او ممثلة او مؤلف أو مخرج أو منتج أو فرقة مسرحية أو جمعية ثقافية فنية أو صحافي أو صحافية أو مطرب أو مطربة بسبب نجاحهم في عملهم، الأمر الذي يستغرب منه كل ما ذكرته في الأعلى من هذه الحروب.
من يتفننون في شن الحروب على زملائهم، دون أسباب سوى أنهم ناجحون في عملهم، بحاجة الى دكتور نفسي يعالجهم من هذه التصرفات التي لا تصدر الا من اشخاص «مجانين» ليسوا في عقولهم وإنما في تفكيرهم الذي تكون نظرته محدودة لإنجازات زملائهم في نفس المجال.
وهناك العديد من الناجحين فنيا وثقافيا وإعلاميا في الخليج والوطن العربي لأنهم يزاولون أعمالهم بكل اخلاص ولا ينظرون الى المادة الا ما ندر، لانهم طاقات منتجة لأبعد الحدود ولا يطلبون تسليط الأضواء عليهم في وسائل الاعلام، لان أعمالهم تجبر اي وسيلة اعلامية على متابعتها، بعكس «أعداء النجاح» الذين يطرقون جميع الأبواب ولكن أعمالهم لا تصل لأن «نيتهم مو صافية» وساعتها يشنون ابشع الحروب ضد زملائهم لأنهم لم يستطيعوا منافستهم!
«النية الصافية» مفتاح اي عمل ناجح سواء كان ثقافيا او فنيا أو اعلاميا لانه سيصل بها للجميع ويتقبلونه مهما كان حجمه أو وزنه، ولكن هذا الأمر لا يفقهه اصحاب المؤامرات والدسائس الذين يريدون الوصول الى الشهرة حتى وان كانت من الأبواب الخلفية!
هناك الكثير من الأشخاص دخلوا للوسط الفني والثقافي، وهم لا يملكون «واسطة» ونجحوا، وهناك الكثير من مديري فرق مسرحية وجمعيات ثقافية وفنية نجحوا في تميز مسرحهم وجمعيتهم، لان لديهم نظرة ثاقبة للواقع وإحساسا بالآخرين من ابناء مجتمعهم صغارا وكبارا وشعورا بما يحتاجون اليه، فعملوا على تلبية حاجاتهم وإسعادهم دون مقابل، وحققوا التميز داخليا وخارجيا لان همهم الأول والأخير رفعة اسم وطنهم في المحافل الإقليمية والدولية حتى ان لم يجدوا الدعم الكافي لذلك، وفوق ذلك يرحبون بالمنافسة الشريفة دون تشويه سمعة أي شخص، لأنهم يعتبرون ذلك ضعفا وليس قوة مهما كانت قوة المنافسة، فهم لا يستغلون مواقع التواصل كما يفعل غيرهم لاستعراض عضلاتهم لمحاربة الآخرين!
محاربة الناجحين لا تنفع من يستخدمها لأنها ستتعبه كثيرا، ومهما كان مقدار «واسطته» فلابد ان يستسلم في يوم من الأيام لأنه لم يحسن اختيار من يريد محاربتهم، وبالتالي ستكون خسارته كبيرة لأنه لم يستغل عقله في ذلك، وإنما اعتمد على «القيل والقال» وعلى قلبه المليء بالحقد على كل ناجح ولم يصف النية مع من حوله!