mefrehs@
التكريم من الأمور المستحبة لأي شخص خدم مجاله بإخلاص، وتفانى وساعد على انتشار اسم بلده في المجال الذي عمل فيه، فعندما يكرم الانسان يشعر بفخر وتقدير على ما أنجزه والعكس صحيح!
السبب في هذه المقدمة البسيطة هو ما لمسته من ألم وشجن عندما اتصلت على المطرب الشعبي القدير بنيان البذالي وسألته «بوفهد هل تم تكريمك بعد عطائك الغنائي الممتد من الستينيات حتى منتصف التسعينيات؟!»
فأجابني: «ولا مرة»!
صعقتني الإجابة للأمانة وجعلتني أتلعثم وارتبك بينما أتذكر إنجازات هذا الرجل «الضرير» الذي كان مصدر إسعاد للكثير من الناس، وخصوصا جيل الزمن الجميل من خلال صوته العذب وعزفه الأعذب على آلة «العود»!
حاولت استيعاب ما قاله وسألته: «من صجك بو فهد والا تتغشمر!» فرد: «أي والله ليومك هذا محد كرمني ياخوي شيبون فيني أنا مو من ربعهم»!
إجابات المطرب الشعبي القدير بنيان البذالي كانت قاسية وأنا أسمعها فكيف بمشاعره وهو يعبر عنها.. لابد انه يتحدث وهو متألم من جفاء المسؤولين له بعد هذا العطاء الطويل في الفن وهو رجل «ضرير»!
أنا على يقين ان الجيل الحالي لا يعرف هذا المطرب الشعبي الضرير الذي كانت له صولات وجولات في الساحة الغنائية الكويتية والخليجية والذي كان له الفضل في تسليط الضوء على جمعية المكفوفين الكويتية التي كان في الثمانينيات مشرفا على نشاطها الموسيقي، بالإضافة الى مشاركاته في حفلاتها السنوية.
«بوفهد» بنيان البذالي بعد هذا المشوار الغنائي الطويل أين هو من قائمة التكريمات التي تنظمها وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؟!
معقولة يا جماعة الخير.. ان فناناً في هذا المستوى لم يكرم بعد؟!
التكريم يعني التقدير والشكر لمن أفنى عمره في الفن والطرب، ويعني تسليط الضوء على المبدعين في الساحة الغنائية الكويتية حتى يتعرف الجيل الحالي على إنجازاتهم!
والمطرب الشعبي القدير بنيان البذالي «طال انتظاره» حتى يشعر به المسؤولون عن الفن في الديرة، وآن الاوان لتقديره.
بنيان البذالي الذي ابتعد عن الساحة الغنائية قصرا وهو في قمة عطائه يثمن تقدير جماهيره في الكويت والخليج لمشواره الغنائي ويعتبره أجمل تكريم في ظل جفاء من المسؤولين.. ومنا للمسؤولين..!