الشخص الكاذب عندما يريد أن يذكر تفاصيل أحداث مرت عليه لابد أن يزيد عليها بعض «البهارات» حتى يعطي للأشخاص الذين يستمعون إليه طابعا بأنه متمكن من حديثه، لكن مع الأيام تتكشف حقيقته وحقيقة كذبه، خصوصا أنه عندما يكون هذا الشخص فنانا ومخرجا وإعلاميا فإنه يكون بارعا في سرد الأحاديث لأنه متمرس على الكذب في المهن التي مارسها وذلك انطلاقا من مفهومه عن ان الحياة التي نعيشها ما هي إلا تمثيلية تلفزيونية أو فيلم سينمائي أو حكاية عابرة!
ما سبق ينطبق فعلياً على الفنان والمخرج والإعلامي العراقي فيصل الياسري الذي عاش في الكويت لمدة 11 سنة «معزز» بعد أن أخرج برنامج الأطفال «افتح يا سمسم»، وحسب قوله إنها كانت من أجمل سنين عمره، لكن هذا «الياسري» لم يقدر تلك السنين الجميلة التي عاشها في الكويت بعد خروجه منها ابان غزو العراق لأراضيها حيث أصبح بعد نهاية حرب تحرير الكويت مديرا عاما لتلفزيون العراق وعندما سئل: لماذا رضيت بالمنصب؟ قال: هي «نخوة» منه لإعادة وطن تم تحطيمه فتصدى لتقديم برنامج «الملف» الذي كان يتابعه شخصيا المقبور صدام لأنه يقدم مادة توثيقية يضرب بها أميركا وحلفاءها بالحرب ولدرجة إعجاب المقبور صدام بالبرنامج فقد أهداه سيارة تقديرا وعرفانا لما قدمه فيصل الياسري الذي باع ضميره وانسانيته بـ«سيارة»!
فيصل الياسري في حواراته التلفزيونية التي أجراها بعد النهاية المخزية لرئيسه لم يعتذر للكويت ولا لأصدقائه الكويتيين «الخاصين»، فعندما استضافته قناة «الشرقية» وطرح عليه مذيعها مجيد السامرائي سؤالا «الكويتيين زعلوا منك بخصوص برنامج الملف؟ فأجاب «الكويتيين خلطوا بينه وبين برنامج آخر»، فرد عليه المذيع: هل هذا اعتذار متأخر للكويتيين، فأجاب «على ايش اعتذر انا ما عملت شي وآني سلطت الضوء في برنامجي على الضحايا المدنيين في الحرب»، والمتابع لذلك البرنامج «المهين» للذين شاركوا في حرب تحرير الكويت يكشف كذبه لأنه كان يسلط الضوء على أفراد الحزب البعثي الذين قتلوا في الحرب وينعتهم بـ«الشهداء»!
وفي برنامج آخر يقول انه صعق
بما شاهده في الشارع الكويتي ايام الغزو
ولأنه «كذاب» بنفس البرنامج الذي بث
على قناة «التغيير» يناقض نفسه عندما قال له المذيع: لماذا لم تسجل موقفا في ذلك الوقت وتدين الغزو؟ فأجاب: «شلون تبيني أدين يعني أقط نفسي بالتهلكة؟!»
غريب فيصل الياسري، يسترسل في الحديث عن موضوع ما، لكنه بعد مرور وقت قصير يذكر قصة تختلف عن القصة الأولى وهذا الامر لا يتبعه الا الشخص الكاذب والمنافق الذي يحاول قدر الإمكان الهروب من الخوض في موضوع مخافة انكشاف حقيقة أمره خصوصا عندما يشتد عليه الخناق ويدرك انه على وشك أن يكشف الناس كذبه وخداعه
وحتى لا يقال له من كثر كذبه «طاح حظك مثل ما طاح حظ رئيسك»..!!
Mefrehs@