مخلد الشمري
انفجارات إرهابية ـ في الوقت نفسه تقريبا ـ في الجزائر وفي المغرب، لا هدف منها سوى قتل الأبرياء، مرورا بانفجارات إرهابية يومية في أفغانستان ـ لا يقوم بها سوى مجرمي الطالبان ـ وصولا بعمليات تفجير إجرامية وإرهابية واغتيالات ـ في كل لحظة ـ في العراق المحرر الجديد لا تستهدف سوى الفقراء من السكان، بل لم يسلم منها حتى أقدم جسر حديدي (تحفة) يصل أحد شطري بغداد بالآخر، هذا غير الأعمال الإرهابية السابقة في الكويت ونيويورك، ومدريد، ولندن، والرياض وتركيا وتونس والقاهرة، وجاكرتا، وبالي، وكينيا وموسكو. هذا غير ما لم تسعفنا الذاكرة لذكره.
ماذا يعني كل ذلك؟ الجواب سهل جدا وبسيط جدا، وهو أن ذلك يعني أن كثيرا ممن يدعون الإسلام مجرمون وإرهابيون، ولا يتمنون الخير والأمان والاستقرار والتقدم لكوكب الأرض، ويعني، أيضا أن هناك الكثير والكثير ممن يندسون بين المسلمين والعرب غير متحضرين، ولم يستفيدوا من الأيام واللحظات التي يعيشونها في هذه الحياة، لذلك لا يحق لهم أن يكونوا جزءا من هذا العالم، الذي يتقدم ويتغير كل يوم وتتقدم كل الدول، ما عدا الدول العربية والإسلامية وما يشابهها من الدول التي لا تريد الأغلبية الساحقة من أفراد مجتمعاتها التغير، وان تغيرت مبانيها، وشوارعها، والأشياء الأخرى التي لا قيمة لها، أن لم تتغير العقول.
يبدو أن هناك سرا في هذا الجمود وهذا التقهقر والتخلف، ويبدو أيضا أن الأغلبية تعرف سر التخلف والجمود هذا، ولكنها ترفض الهمس به أو الجهر به والإعلان عنه، وذلك في زمن سيطر به ـ للحزن الكبير ـ مضللو البشر، وغاسلو عقول الأجيال الناشئة ومالئوها بالحقد والخرافات والخزعبلات ـ باحتراف ـ وهو العمل الكامل الوحيد الذي يجيده كثير من سكان مناطق العرب والمسلمين.
لا أدري ما الذي كنا سنفعله وسنعمله ونتصرف به، لو لم تبادر الدول العظمى المتقدمة باتخاذ المبادرة والسعي بنفسها وبجيوشها وبأموالها وباختراعاتها، لاجتثاث هؤلاء المرضى والمعقدين الذين يريدون تدمير العالم وإرهاب وإقلاق كثير من دوله ومجتمعاته الآمنة، هؤلاء المرضى والإرهابيون، الذين يرهبون أنفسهم ـ قبل كل شيء ـ والا لماذا يختفون هذه الأيام بكهوفهم وجحورهم وأصبح إتباعهم يقومون بأفعالهم الإجرامية كالخفافيش بالظلام، لتأكدهم إنهم سيختفون وسيجتثون قريبا جدا من الدنيا، التي لن يتبقى بها ـ فقط ـ سوى الخفافيش غير البشرية والحقيقية والوطاويط التي لا صلة أبدا ونهائيا لها بالإرهاب وقتل الأبرياء من البشر.