يحاول البعض هذه الأيام في الكويت من خلال كتاباتهم في الصحف المحلية الدعوة وللأسف لإحياء تلك البدعة التي يسمونها بالقومية العربية أو ما يسمونه بالحلم العربي، رغم معرفتهم الأكيدة أن كتاباتهم تلك لن يكون لها أي تأثير على مواطني الكويت التي تعتبر أكثر دولة في المنطقة تضررت من المتاجرة بما يسمى بالقومية العربية، إلا إذا كان هؤلاء نسوا ان وطنهم الكويت قد استبيح واحتل ودمر واحترق حرقا بذريعة الوحدة والقومية العربية، فقط منذ 19 عاما
لا أقل ولا أكثر!
لا قيمة لأي قومية في العالم اليوم، وبنظرة سريعة للعالم نجد أن قوميات كثيرة انصهرت في تجمعات واتحادات متمدنة ومتحضرة لا يوجد فيها حيّز أو مكان ولو بسيطا لدعاة التعصب القومي حيث كان من سبقهم في هذا التعصب هم سبب كل الحروب والكوارث التي حلت بمناطقهم، فما بالك بالدعوة لإحياء أفكار قومية عربية متعصبة متخلفة وشوفينية كانت هي السبب في تخلف وتقهقر دول المنطقة العربية حتى هذه اللحظة وعلى جميع الأصعدة بسبب تأثير فترة الأيام والسنوات الظلامية التي سادت فيها الأفكار القومية المتعصبة على المنطقة لدرجة نعت بها يومها ووصم بالخيانة وبالعار كل شخص عاقل حاول «تنبيه» الناس من خطورة الاندفاع العشوائي الأعمى وراء تلك الأفكار وتصديق والتصفيق بصورة عمياء ومضحكة لهؤلاء الذين خدعوهم بها وتاجروا بها فقط لمصالحهم الشخصية أو لخدمة مصالح أحزابهم وعصاباتهم.
المضحك ان أحد دعاة القومية الجدد كتب في أحد مقالاته أنه «خاسر» أي شخص يعيش في المنطقة العربية «يجهر» بأنه لا يهتم بالقومية العربية وليس مع العلم العربي، وفي هذه الحالة أتشرف بأن أكون أول الجاهرين وأول الخاسرين لأن خسارة الأفكار العنصرية المتعصبة هي فوز وراحة لكل من يبعد نفسه وتفكيره عنها، والخاسر الحقيقي هو من يلهي نفسه بتلك الأفكار اليوم ويحاول دون معنى تذكير الآخرين بها، وأنصحهم بأن يلاحظوا أين أصبح من تاجر بالأفكار القومية الشوفينية ابتداء من هذا الذي أدمن تصفيق الناس له وانتهاء بالذي فرح كل الناس بشنقه صباح العيد، فلعل ذلك يصحيكم من أحلامكم البائسة التي تريدون لها أن تكون كوابيس جديدة على سكان المنطقة تضاف إلى تلك الكوابيس والهموم التي تعاني منها كل شعوب منطقة العرب اليوم!
[email protected]