قرأت مؤخرا في إحدى الصحف المحلية خبرا رائعا مصحوبا بصور متعددة أيضا رائعة، عن ان فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية أقامت في مقرها حفلا دعت إليه ضيوفا أجانب وديبلوماسيين مقيمين في الكويت من مختلف الجنسيات أميركيين وبريطانيين وألمان واستراليين وفرنسيين وأفارقة وآسيويين، قدمت فيه الفرقة مجموعة جميلة ورائعة من أغاني التراث ولوحات شعبية من الموروث الكويتي مثل الفن البحري والهولو واليامال والزهيريات الجميلة، وقد تفاعل معها الجمهور كثيرا خاصة الضيوف الأجانب وشاركوا أعضاء الفرقة أداء الرقصات وتقليد حركاتهم وقفزاتهم الرشيقة.
وأيضا قرأت مؤخرا خبرا في احدى صحفنا المحلية مصحوبا بصور رائعة عن حملة لتنظيف شواطئ الواجهة البحرية على شارع الخليج، شارك فيها أكثر من 300 متطوع بين مواطنين وطلاب وأساتذة من المدارس والجامعات «الخاصة» وناشطين بيئيين أسموها حملة «حافظ على الكويت نظيفة» وليت هذا الخبر وهذه الصور تؤثر وتغير ولو قليلا من سلوك هؤلاء الذين يدمرون يوميا بحر وشواطئ الكويت بترك زبالتهم مبعثرة على الشواطئ بعد مغادرتهم لمنازلهم وشققهم، أو من سلوك هؤلاء الذين دمروا بر وصحراء الكويت بتركهم لمخلفاتهم في البر بعد انتهاء موسم التخييم.
إن مثل هذه المظاهر الإيجابية التي قرأنا عنها وشاهدنا صورها مؤخرا والتي تفرح العين والقلب ـ لهي ـ أفضل لسمعة الكويت كوطن متحضر ومتمدن ـ مليون مرة ـ من متابعة ما يسمى بمسرحيات وبتمثيليات السياسة المحلية، وأفضل مليون مرة ايضا من هؤلاء الأعضاء الذين لطالما طالبوا بعدم تدريس الموسيقى وبمنع الرياضة النسائية، وبمنع عمل المرأة بل ولا مانع لديهم من منع كل مظهر إيجابي حضاري تزخر به الكويت، ما عدا الأشياء التي تتناسب مع عاداتهم وطباعهم وتقاليدهم ـ المستوردة ـ والتي يريدون فرضها على كل فرد يقيم فوق أرض دولة مدنية وعلمانية وليبرالية، هكذا يقول دستورها، تسمى الكويت.
[email protected]