من استمتع يوما ما بمعاصرة وضع شبه الانضباط القانوني في كل الدولة تقريبا، كيف تريد منه اليوم الا «يتحلطم» ولا يتشاءم من تلك المشاهد الفاضحة الكثيرة لكسر وخرق وتدمير القوانين، والا يحزن بهذا الجهر العلني بالفخر بقصص البطولات اللا اخلاقية لاستخدام هذا السلوك والمرض العفن المسمى بـ «الواسطة»؟!
من عاصر بسعادة العصر الذهبي للرياضة الكويتية في السبعينيات والثمانينيات، هل يستطيع هذه الايام ان يستسيغ متابعة هذا الوضع الرياضي «المقرف» بمشاكله وأزماته ومهاتراته التي لا تنتهي و«الجاف» باكتشاف المواهب الرياضية والادارية والنادر اشد الندرة في احراز البطولات؟
من استمتع اشد الاستمتاع بالايام الخوالي الرائعة للاعمال الفنية الكويتية سواء كانت تلفزيونية ام مسرحية ام ثقافية ام غنائية، هل يلام اليوم على قيامه فورا بتغيير محطة تلفزيونية بمجرد رؤيته لعديمي الموهبة من المهرجين والدخلاء على الفن والثقافة وهم يحتلون الشاشة؟!
واخيرا وهذا هو المهم لأنه السبب الرئيسي في وصولنا الى هذا الوضع البائس والفوضوي المزري نقول: من استمتع بفترة الاستقرار في السنوات الطويلة التي حل فيها مجلس الامة تلك السنوات التي ارتقى فيها وتطور كل شيء تقريبا في الكويت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كيف لا تريده أن يتمنى «عودة» مثل هذا الاستقرار للوطن وهو يقرأ ويسمع تلك الالفاظ والشتائم التي ينعت بعض النواب بعضهم البعض بها في مناظر قبيحة «تؤكد» لأي منزلق وصلت اليه درجة الحوار والتخاطب والتعامل بين النواب بصورة خجل منها واستحيي كل من ظن واعتقد يوما ان مجلس الامة هو موضع فخر للكويت والكويتيين!
ان كل امنيات العودة للاستقرار والرقي والتطور على كل المجالات في الدولة «ترتبط» فقط لا غير بازالة السبب الحقيقي والرئيسي في حدوث هذه الفوضى العارمة والانحدار العارم في الكويت والسبب معروف ولا يريد ان يعرفه سوى المستفيدين من هذا الانحدار وبقاء تلك الفوضى!
[email protected]