مخلد الشمري
بكتابه القيّم «صفحات من تاريخ الكويت» في طبعته الرابعة التي طبعت عام 1968، كتب الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في الصفحتين 56 و57 ما يلي:
لأهل الكويت مناقب يمتازون بها عن غيرهم، وإن كانت بلاد الله لا تخلو من الطيبين رجال الفضل والإحسان إلا أن الكويتيين نسبة لحالتهم المالية وقلة عددهم يفوقون غيرهم في ذلك، واليك بعضا من مناقبهم الجليلة:
التآلف والتواد فيما بينهم فكأنهم بيت واحد.
لا تجد التحاسد والتدابر والمشاغبات.
لا يجري بينهم تقاتل ولا تضارب وإذا جرى شيء من بعض السفهاء لم يرفع الأمر الى الحاكم بل يتوسطه خيارهم ويزال الخلاف.
مساعدات بعضهم لبعض متواصلة، للمنكوبين والمعوزين من الفقراء واليتامى والمساكين وابناء السبيل، وتجد المساعدات لهؤلاء البائسين لا تنقطع.
إكرام الضيف، والأجنبي إذا نزل بساحتهم لا يعد إلا كواحد منهم.
منازلهم في رمضان مفتوحة لإفطار الصائمين من الفقراء والمساكين، وتجد الفقير في رمضان كالشاة في أيام الربيع!
لا تجد في الكويتي كبرياء، ولا يحتقر الناس مهما كانت منزلته من الرفعة.
جميع الأعمال الخيرية يعملونها بتكتم ولا يحبون ان يطلع عليها أحد ولا يتباهون ولا يتفاخرون بهذه الأعمال بل تنسى كأن لم تكن!
علما بأن الشيخ يوسف بن عيسى مؤلف كتاب صفحات من تاريخ الكويت، كان يصف في كتابه الكويت خلال الفترة منذ نشأتها الى أيام ما قبل ظهور واكتشاف النفط تقريبا.
إذن ما هو الشيء الذي حصل لمجتمع الكويت حتى تختفي كثير من تلك الصفات التي ذكرها في كتابه القيم؟! وإن كانت كل تلك الصفات مازالت موجودة في عقول وصفات كثير من أحفاد وأولاد هؤلاء الذين قامت وتأسست وبنيت الكويت على أكتافهم، لأن الذهب يبقى وسيظل للأبد.. ذهبا!