تصرف الدولة مئات الملايين من الدنانير على إنشاء ورصف وتوسيع وتبليط وتحديث وتجميل الطرق والشوارع والخطوط السريعة والدوارات، ثم يأتي أشخاص من عديمي الضمير والأخلاق لتخريبها وللاستعراض فيها من خلال القيادة بداخلها بكل جنون وتهور ورعونة واستهتار لا مثيل له!
تضع إدارة المرور كاميرات غالية الثمن وعالية الجودة لمراقبة الطرقات وردع وضبط المتهورين والمسرعين والمخالفين وحفظ أرواح الملتزمين بالأنظمة والقوانين، ثم يأتي أشخاص لا إحساس لديهم نهائيا بالمسؤولية الوطنية لتخريبها ورميها بالرصاص والأحجار حتى لا تقوم بتصوير مخالفاتهم المتعمدة وتوثق استهتارهم الوقح!
تُرسم وتصبغ أسوار المدارس وجدران محولات الكهرباء والجسور بأحلى الألوان وأجمل الرسومات والمناظر لتجميل المنظر العام، ثم يأتي خفافيش الظلام والمتوحشون والمخربون فور انتهاء أعمال التجميل ليقوموا بتشويهها وبالشخبطة عليها وكتابة أقبح وأسخف الجمل والكلمات العنصرية والمتعصبة المتخلفة ظنا منهم بأنها ستغيّر من الواقع أو ستزيدهم شأنا.
تنشئ الدولة مماشي لممارسة الرياضة في كل المناطق تقريبا وتزودها بالكراسي المريحة وبرادات المياه وتزرع أطرافها بالورود والأشجار، ثم يأتي المزعجون والمتطفلون لإزعاج مرتادي هذه المماشي بقيادة دراجاتهم وبنشياتهم بالممشى أو للتحرش بمن يمارس الرياضة من النساء أو لتكسير الكراسي وأجهزة التمارين السويدية بل وحتى تكسير برادات المياه!
يبني المستثمرون أرقى وأحلى الأسواق والمولات التي تحوي أفضل المرافق وأشهر المحلات، ثم يأتي العاطلون والضائعون من قبحاء السلوك والوجوه لمضايقة وتطفيش وتعكير مزاج مرتادي هذه الأسواق وإزعاج العائلات والتحرش بكل امرأة وفتاة!
لذا كان يجب على البعض ان يقترحوا إرسال مصلحين لإصلاح الذين يخترقون القانون ويخربون ويدمرون ويشوهون المرافق العامة في البلد ويمارسون المعيب من السلوك في حق البلد وسكانه وذلك بدلا من اقتراح تعيين أشخاص من وزارة الأوقاف للعمل كملحقين في سفارات الكويت بالدول غير الإسلامية للتعريف بالإسلام وكأن الإسلام دين جديد ولا يعرفه أحد في الدول غير الإسلامية.
[email protected]