سامحونا يا من ستعانون كثيرا يومها من صعوبة المعيشة فلقد شفطنا ونهبنا نحن بجشعنا وبطمعنا «وبكوادرنا» وبانعدام تفكيرنا بكم وبالمستقبل ثروة كانت من المفترض ان يعم خيرها ورفاهيتها حتى من سيأتي بعدكم.
سامحونا يا من ستعانون كثيرا وقتها من آفات خرق القوانين والمحسوبية والواسطات، فلقد تفننا في استخدامها وجعلها قدرا محتوما لكم.
سامحونا يا من ستعانون كثيرا يومها من عدم تفريق الناس بين المتعلم وغير المتعلم، والكفؤ وغير الكفؤ وبين الذكي والغبي «فنحن» أول من «عمل وضغط» لفتح الباب على مصراعيه ـ للاعتراف ـ بشهادات علمية لا تمت للعلم بصلة أو حتى بشعرة.
سامحونا يا من ستعانون كثيرا وقتها من ترسخ الكراهية والفرقة بين أفراد المجتمع فلقد تركنا في أيامنا العنصريين ـ من كل عرق ـ يجاهرون دون خوف باطروحاتهم العنصرية البغيضة.
سامحونا يا من ستعانون كثيرا يومها من تفشي التعصب الديني والمذهبي بينكم فلقد سمحنا للمتعصبين وللمتطرفين في أيامنا بأن يسرحوا ويمرحوا لبث تطرفهم وتعصبهم ولنشر أفكارهم الخبيثة التي وصلت إلى أيامكم.
سامحونا يا من ستعانون بعدنا من صعوبة الحياة ومما أورثناه لكم من معاناة، فلقد كنا طماعين أكثر من اللازم وجشعين أكثر من اللازم، ولا مبالين أكثر من اللازم ونرجسيون أكثر كثيرا من اللازم ـ لهذا من اللازم ـ ألا تطلبوا الرحمة والمغفرة لأغلبنا الساحق.
[email protected]