مخلد الشمري
مع تعـاطفي الـكبـيـر مع مـعـاناة الرهينة الفـرنسي إريك دامفـروفيل الذي أفرج عنه أخيرا متوحشو عصابة طالبان الإرهابية، بعـد 38 يومـا من اخـتطافـه واحـتـجـاز حـريتـه، إلا أنني لم اصـدق نهائيا تصريحه الـذي أشاد فيه بمعاملة متـوحشي طالبـان له، خاصـة أن كل من شـاهد صـورته أثناء نزولـه من الطائرة التي ألقتـه إلى وطنه فرنسـا، وهو يبدو هزيل الجـسم، وشـاحب الوجـه وعـينه مصـابة وملفوفة بالشـاش، ولا يستطيع التحـرك إلا بمساعدة شـخص آخر يتكئ عليـه ويمسك به، يتـأكد مـن سبب عـدم تصـديقي لتصـريحه.
وإنني مـتأكـد كل التأكد أنه صرح بمثل هـذا التصريح فقط ليحمي من القتل مرافـقيه الأفغان الثلاثة الأبرياء الذين مـازالوا حـتى هذه اللحظة مـختطـفين ومحـتـجزين لـدى عصـابة طالبان الإرهابية!
الحــرية هـي «أغلى» مــا يمتـلكه الإنسان في هذه الحـيـاة، وكل شـخص يمتلك إرادته وحريتـه يستطيع أن يغـير أوضاعه مهما ساءت، ومهما كان فقيرا أو محتاجا أو يمر بظروف صعبة.
أما فقدان الحرية فهو بؤس وذل وقهر ولا أدل من قول الزعيم البريطاني العظيم ونسـتون تـشرشل «مـا أتعس الإنسان حينـما يفقـد حريتـه» في وصفـه لقيـمة ومعنى الحرية، وذلك عندمـا أسرته يوما ما قـبيلة افـريقيـة لعدة أيام قـبل أن يفر منها ويهرب من معتقله.
لهـذا فـإني أقــدر كـلام وتصـريح الرهينة الفـرنسـي لحمـاية مـرافـقـيـه ووفـاءه لهم وخوفـه عليـهم، خاصـة أن منظـمـة أرض الـطفــولة الإنسانية الفرنسية التي كـان يعمل الرهينة لأجلها في أفـغـانسـتان قـالت في بيـان لهـا أن موظفهـا الرهينة الفرنسي كان محـتجزا مقـيدا بالسلاسل ومكممـا طوال 38 يوما، وانه عانى ظـروف اعتقـال قاسـية، وان حالته الصحية «متدهورة»، وقبل كل هذا لأنني لا أصدق ما حيـيت أي كلمة واحدة طيبة أو حتى ربع طيـبة تمتدح ولو كذبا مـتوحـشي وإرهابيي عـصابة إرهابية شـريرة قتل مـتـوحشـوها وإرهابيوها ومجـرموها بدم بارد كـثيـرا من الأبرياء واغتصبوا وقـتلوا آلافا مؤلفة من النساء الشريفات، عصابة اسمها عصابة طالبان الإرهابية.