مخلد الشمري
رغم صدق خبر شراء مواطن خليجي ـ ثري ـ بالمزاد لوحة رقم سيارة مميز بقيمة 7 ملايين دولار 100%، لكني لن اصدق هذا الخبر الأليم لأنه حادث أليم وليس مجرد خبر، وأنا حر بما اصدق أو اكذب من الأخبار ولأنه أيضا ليس كل شيء يسمع أو يقرأ، يصدق ـ على نمط مقولة ليس كل ما يعرف يقال!
سأعتبر مثل هذا التصرف قمة في الحماقة والتفاهة والسخافة والغرور والنرجسية والغرابة والخبال، حتى وان ادعى من صدق وأعجب بهذا الخبر وفرح له ولنشره على طريقة «اللي ما يشتري يتفرج وينقهر» أن لوحة السيارة المميزة تلك قيمتها فيها وهي كالعقار أو مثل البلاتين والذهب والألماس واليورانيوم غير المخصب، والزئبق الأحمر!
وليت إدارة المرور في تلك الدولة أو الإمارة الخليجية، تغير بعد أسبوع شكل لوحات السيارات لنقول لهذا السخيف الذي دفع 7 ملايين دولار لرقم سيارة مميز، اذهب أنت ورقمك المميز إلى الجحيم أو لتشربوا من ماء البحر أو الخور أو حتى ماء المجاري.
صحيح انه حر في شراء لوحة لسيارته برقم مميز بـ 7 ملايين دولار، ويمكن أيضا أن يكون يمتلك 7 مليارات دولار، ولكن هل يحق الافتخار العلني بدفع هذا المبلغ الخيالي والكبير للوحة سيارة تافهة والفخر بامتلاكها والتباهي بها وكأنه يمتلك دكتوراه في الفيزياء النووية وأبحاث الفضاء؟
حتى بيل غيتس ووارن بوفيت وغيرهما من متصدري قائمة مجلة فوربس لأثرى أثرياء العالم، ما كانوا سيدفعون حتى 7 دولارات فقط قيمة للوحة رقم مميز لسيارة، والا لما تبرعوا بكل حب وقناعة بأغلب مليارات ثرواتهم لفقراء هذا العالم ومنظماته الخيرية، لمحاربة المرض والجهل والأمية والفقر، وهم الذين جمعوا ملياراتهم بعبقريتهم وذكائهم وبعلمهم وبعرقهم وعملهم وجهدهم، وهي صفات لن يستطيع أن يمتلكها من دفع مبلغ 7 ملايين دولار لرقم سيارة حتى وان دفع كل أمواله وأموال عائلته وأقربائه ومعها أموال كل سكان منطقته السكنية.
لا نقول في نهاية المقال إلا رحمتكم السماء أحياء وأمواتا يا ملوك ونجوم أفعال الخير والإنسانية يا بيل غيتس ويا وارن بوفيت ويا تيد تيرنر ويا اوبرا وينفري ومعكم ألتون جون أيضا!