مخلد الشمري
هل اعتقد هذا المعتوه أو المشبوه الذي أفتى أخيرا بما سمي ـ بفتوى الإرضاع ـ التي اقشعر منها بدن وعقل وضمير كل إنسان طبيعي وعاقل ومحترم سمعها أو قرأ عنها، انه بتراجعه عن فتواه الحقيرة والمشبوهة تلك سينسى الناس الأمر، وسترجع بسهولة الأشياء وكأن شيئا لم يكن!
إن المرأة في المجتمعات الإسلامية عاشت وما زالت ضحية لسيطرة وظلم وتسلط الرجل، مهما تحدث البعض من المعروفين للجميع من هؤلاء الذين لا يشتهون سماع أي كلام عن حقوق للمرأة ـ عن أن الإسلام أكرم واحترم المرأة واعزها، ومع ذلك لا يطبقون هذا الكلام، بل ويفسرونه كما يحلو لهم، ودائما تراهم أول من يقف ضد حرية المرأة وحقوقها في اي معترك ومكان، بل إن هناك كثيرا منهم ـ يسبق أو يلحق ـ المرأة بكلمة «اجلّكم الله» عندما يأتي ذكرها في أي مناقشة أو حديث أو موضوع!
إن تلك الفتوى، سواء تراجع وأسف هذا المعتوه والمشبوه الذي أفتى بها، أم لم يتراجع، «هي» حلقة جديدة ـ متعمدة ـ في سلسلة حلقات، إهانة المرأة المسلمة، ولن نتكلم عن التاريخ البعيد الحافل بإهانتها، بل سنذكر أمثلة حديثة «بدءا» من اضطهاد المرأة المسلمة في اغلب ـ إن لم يكن في كل ـ المجتمعات الإسلامية، وسلبها وحرمانها من كثير من حقوقها، وقد بدت قمة هذا الاضطهاد وسلب الحقوق في زمن تسلط متخلفي ومتوحشي طالبان المجانين على الشعب الأفغاني، «مدورا» بممارسة كثير من الرجال لهواية تعدد الزوجات دون أدنى إحساس بمشاعر زوجاتهم وأبنائهم رغم أن تحليل الدين الإسلامي لتعدد الزوجات مشروط بشروط قلة قليلة نادرة جدا جدا من الرجال يستطيعون استيفاءها هذه الأيام، وأخيرا وليس آخرا، فتوى هذا المعتوه والمشبوه وغيرها من فتاوى كزواج المسيار والعرفي والمتعة والمسفار والزواج السياحي، وفتوى «زواج فريند» العجيبة والمضحكة التي أفتى بها الإرهابي عبدالمجيد الزنداني والذي أضحكنا كثيرا بادعائه المزيف أخيرا اكتشافه علاجا لمرض الإيدز، رغم أن اكبر المراكز والأكاديميات والمعاهد والجامعات وكليات الأبحاث في الطب عجزت لهذه اللحظة حتى عن إيجاد حتى ربع علاج له!
إن الحياة والعيش في ظل قوانين مدنية تكفل الحرية والمساواة التامة بين المرأة والرجل أفضل حل يرحم ويخلص المجتمعات من الخزعبلات التي نسمعها كل فترة من بعض المتخلفين!