برأت محكمة مصرية مؤخرا كتاب ألف ليلة وليلة التراثي الشهير من تهمة خدش الحياء والتحريض على الفجور. وذلك في القضية التي رفعها على الكتاب محامون مصريون رغم انه كتاب تراثي قديم مضت عدة قرون على تأليفه وترجم للغات عالمية عديدة، وتمتع بقراءته مئات الملايين من بشر هذا العالم، ماذا يمكننا أن نسمي ذلك إلا اننا نعاصر وللأسف زمنا عربيا أردأ من رديء.
«استمع» الى أي إذاعة عربية أو «شاهد» أي قناة تلفزيونية عربية أو «تابع» أي حوار بين مفكرين أو سياسيين أو مواطنين عرب ثم استمع الى أي إذاعة أجنبية أو شاهد أي قناة تلفزيونية أجنبية أو تابع أي حوار بين مفكرين أو سياسيين أو مواطنين أجانب، فستعرف وستكتشف وقتها مرعوبا الى أي منزلق ومدى رديء وهابط وصل اليه تفكير وسلوك الأغلبية الساحقة من العرب أو أي شيء موصوف بالعربي.
في كل منطقة من مناطق هذا العالم ـ ما عدا المنطقة العربية ـ ستجد هناك مهرجانات طوال السنة وكرنفالات متنوعة يستمتع بها كل من يشارك بها أو يشاهدها.
أما في منطقة العرب فلا وجود سوى لمهرجانات وكرنفالات الحقد والحسد والدجل والكذب والنفاق والتزوير والتضليل الذي تبثه وتنفثه القنوات الفضائية العربية خاصة الكويتية منها.
العالم كله من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه مشغول بالأمور الحياتية الجادة، والعرب مشغولون بمتابعة باعة الفتاوى، وهل هناك تأكيد ورداءة أكثر من انشغالهم بين مؤيد أو معارض لفتوى إرضاع الكبير؟!
وستظل الأمم تضحك عليها لأبد الآبدين.
[email protected]