أُصاب بالاكتئاب الشديد وأشعر بالحزن والألم العميق في كل مرة أشاهد فيها مناظر ومشاهد المآسي الإنسانية التي تسببها الحروب أو الأعمال الإرهابية أو الكوارث الطبيعية وآخرها المآسي التي سببتها الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية في باكستان فقتلت حتى هذه اللحظة الآلاف من البشر، وشردت الملايين الذين في أغلبهم الساحق من الفقراء والمعوزين.
الكل يتذكر نتائج كارثة تسونامي التي ضربت عددا من دول جنوب شرق آسيا في ديسمبر 2004، ونتائج كارثة زلزال هاييتي قبل أشهر، والتي تسارع كثيرون في هذا العالم ـ كل حسب مقدرته وكرمه – لإغاثة ومساعدة المتضررين من تلك الكارثتين، فما بالك ان كانت كل التقارير القادمة من باكستان تذكر وتقول إن كارثة فيضاناتها أسوأ من كارثتي تسونامي وهاييتي «مجتمعتين» وأضف إلى ذلك ضعف إمكانيات باكستان، وقبل ذلك أنها تعاني اصلا ومنذ سنوات من نتائج تفجيرات وأعمال ارهابية شبه يومية، تقوم بها جماعات ارهابية مجرمة لا تريد الاستقرار لكل العالم وليس فقط لباكستان. وكالعادة قد تستغل تلك الكارثة للمتاجرة بمأساة المتضررين من فيضانات باكستان كثير من الجمعيات التي طالما جمعت الأموال الكثيرة والمساعدات الهائلة باسم ضحايا الكوارث والحروب، ولم تصل تلك الأموال والمساعدات في أغلب الأحوال للمتضررين وللمستحقين، لذلك فإني «أنصح» وبصوت عال كل من يريد المساعدة والتبرع للمتضررين من كارثة فيضانات باكستان بـ «توجيه» تبرعاتهم إلى الجهة الرسمية لاستقبال التبرعات وهي جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي تلمسنا افعالها اثناء الكوارث وشاهدنا متطوعي الجمعية وهم يساعدون ويغيثون المتضررين من الكوارث دون ملل ودون النظر لعرق أو لدين او لمعتقد او لمذهب من يستحقون الإغاثة والمساعدة.
[email protected]