مخلد الشمري
بعد ان تابعنا كل أحداث الاستجواب - الممل - لوزير النفط خرجنا بما يلي:
لا يحق لأحد محاسبة الوزير على «هفوة» نعم «هفوة» أسيء فهمها، واعتذر عنها أكثر من مرّة، بل ولا يمكن ايضا محاسبة الوزير على أخطاء سبقت توزيره دون ان يعطى له الوقت الكافي و«الحرية المطلقة» لتصحيح وتعديل تلك الأخطاء!
كما انه لا يحق التدخل والبحث في حياة الناس الشخصية والخاصة و«التشهير» بهم وتأليف القصص عنهم، ان لم «تعرف» حقيقة وظروف تلك القصص و«الصور» مسبقا حتى لا يتم ظلم الناس والتشهير بهم دون حق ودون سبب وجيه أو مقنع، وذلك كما حصل في الاستجواب الأخير وبكثير من الاستجوابات السابقة لوزراء تكنوقراط ورجال دولة أقوياء ومخلصين وشرفاء خسرت الكويت جهودهم.
في المقابل على من يدعي ان غاية أمنياته وأهدافه تتلخص في الاصلاح، وتحقيق المساواة ومبدأ العدالة في البلد - كما قال كثيرا وطويلا قبل وأثناء الاستجواب الأخير - ألا يقضي معظم وجل أوقاته في أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية مهددا المسؤولين ومخترقا ومكسرا ومدمرا القوانين ولمبدأ المساواة والعدالة الذي يطالب بهما زورا.
وللنواب جميعا نقول: انكم ساهمتم بتهديدكم الدائم بسلاح الاستجواب - دون داع في بعض الأوقات - في اعتذار وهروب كثير من المتخصصين والقادرين والتكنوقراط من القبول بالتوزير وتسببتم، في جعل منصب الوزير منصبا طاردا لرجال الدولة الحقيقيين، ولأفضل الوزراء عندما سلطتم سيف ومقصلة الاستجواب على رقابهم، وغضضتم النظر كثيرا - بتعمد - عن كثير من أشباه الوزراء من الذين تسببوا - بتعمد - بكثير وكثير من المشاكل التي تعاني منها الدولة اليوم.
وفي الختام نقول: هناك قول مأثور ورائع للرئيس الأميركي العظيم ابراهام لينكولن يقول: «هذا الرجل يقول الحقيقة، ولذلك فإنه لا يجد احدا يصدقه أو ينصت اليه»، وهو قول ينطبق على الوزير المستجوب الشيخ علي الجراح، وان كان بالبلد الكثير والكثير من الناس المنصفين الذين أنصتوا للوزير وصدقوه.