مخلد الشمري
رغم انهما رحلا عن المنصب كما وصلا اليه بطريقة ديموقراطية متحضرة، وتنفيذا لمبدأ تداول الحكم والسلطة الديموقراطي «الراقي»، الا ان مغتصب السلطة الديكتاتور المشنوق المقبور - لعنة الله وكل الخلق عليه - اعتبر يومها رحيل الرئيس الاميركي العظيم جورج بوش الاب، والسيدة الحديدية الرائعة مارغريت تاتشر، نصرا وهميا له، وتعويضا نفسيا له بعد ان اذاقاه الويل وذل ومرارة الهزيمة، عندما طرداه وزبانيته شر طردة، ودحراه ومجرميه دحرا من ارض الكويت بعملية عاصفة الصحراء او حرب تحرير الكويت، لمن نسي بسرعة ولمن لا يعرف معنى مصطلح عاصفة الصحراء من اجيال الكويت الجديدة.
«بل» ولغاية يوم هروبه من بغداد بعد اطلاق اول رصاصة في حرب تحرير العراق كان المقبور المشنوق صدام حسين يتفاخر بأنه مازال في منصبه - الذي سرقه سرقة - ويتساءل دائما بوقاحة: اين بوش الاب وتاتشر؟ حتى جاء اليوم الذي اختفى فيه للابد على يد الرئيس جورج بوش الابن، وحليفه الثابت والرائع توني بلير.
«واليوم» وكأن التاريخ القريب ينسخ ويعيد ويكرر نفسه، فها هم ارهابيو ومتطرفو منطقة الشرق الاوسط - بأشكالهم - يتصرفون كما تصرف الطاغية صدام، ويتفاخرون بمثل ما تفاخر به ويتساءلون كما كان يتساءل حيث انهم يعتبرون رحيل توني بلير عن منصبه تنفيذا لمبدأ تداول السلطة - وسيعتبرون ايضا رحيل الرئيس جورج بوش الابن بعد سنة ونصف من الآن لنفس المبدأ نصرا وهميا ايضا لهم، وتعويضا عن هزائمهم وخيباتهم وانكسار وتفتت منظماتهم الارهابية، تماما كانتصارات الطاغية صدام الوهمية الكثيرة، تلك الانتصارات التافهة والسخيفة والمزيفة التي لا يفتخر بها سوى الديكتاتوريين ومعهم كل من ترعرع ونما من افراد في ظل شعوب ومجتمعات غير متحضرة وغير ديموقراطية، لا تستوعب ولا تعرف مبدأ تداول السلطة ولم يحكمها سوى المستبدين.
لهذا فإني ابشر كل مستبد وكل ديكتاتور مغرور وكل ارهابي نائم او هارب او متخف في كهوف افغانستان او في جحور العراق وما حواليه بألا يهللوا ولا يفرحوا برحيل حكام الدول العظمى الديموقراطية من الحكم تنفيذا لمبدأ تداول الحكم والمنصب والسلطة فمن سيخلف من طاردكم وحاربكم وارعبكم وفتت منظماتكم الارهابية ومخططاتكم الاجرامية وجعلكم تحلمون به في احلامكم وانتم هلعون وشـــبه نائمين في قصوركم او في كهوفكم وجبالكم وجحوركم، هم مثلهم تماما بل واكثر وستترحمون على هؤلاء الراحلين عن الحكم - بارادتهم - بعد ان تشاهدوا افعال خلفائهم، ولكم في المقبور المشنوق صدام مثل، عندما افلت لظروف ما من قبضة جورج بوش الاب، فعلقه ابنه وخليفة خليفته جورج بوش الابن كالبهيمة وكالنعجة على منصة الاعدام.