مخلد الشمري
لم أستغرب استغلال تلفزيون حركة حماس التعيسة، لشخصية الأطفال المحببة الشهيرة - ميكي ماوس - في حلقات أنتجها وبثها بمسلسل لا هدف من بثه سوى بث وزرع وترسيخ ثقافة الحقد والكراهية في صدور وعقول أطفال فلسطين، لأن منظري وعرابيّ حركة حماس أبعد كثيرا عن الذكاء الإعلامي وأقرب للسلوك الشيطاني، الذي ظهر وبان بقوة نتيجة الإفلاس السياسي والفكري والأخلاقي والمعنوي، لقادة حماس الذين اعتقدوا - بسذاجة - أن إدارة دولة مثل إدارة جمعية خيرية هدفها الوحيد جمع المال - وشفطه - باسم فقراء ومعذبي فلسطين!
ولم أستغرب أيضا، تصريحات البائس المغرور إسماعيل هنية التي طالب فيها الجيش اللبناني بأن يعامل الفلسطينيين بإنسانية وعدم التعرض لمدنيي مخيم نهر البارد، مع أن كل العالم شاهد تعامل الجيش اللبناني بكل إنسانية معهم، رغم أن مجرمي وإرهابيي فتح الإسلام الذين تؤيدهم «حماس» وتدعمهم استخدموا مدنيي نهر البارد كدروع بشرية لهم، ورغم أن إسماعيل هنية لم ينصح مقاتليه بنفس النصيحة، وذلك عندما قتلوا في يوم واحد أكثر من 150 فلسطينيا، قتلهم وأعدمهم ورماهم من الأدوار العالية والشاهقة مقنعو حركة حماس يوم سيطرتهم على غزة.
إن السياسة هي «فن الممكن» ورغم أنه كان من الممكن قيام دولة مستقلة فلسطينية حقيقية، تنهي معاناة وبؤس وملل الفلسطينيين، وتنهي هذا العنف وهذا الصراع الذي حرم هذه المنطقة من التنمية ومن الاستقرار، نشاهد اليوم حماس تعيد الأمور إلى نقطة الصفر - «وبتعمد» - وكأن 59 عاما من البؤس لا تكفي أن تكون قدرا لشعب فلسطين الذي ظن أن انتخابه - خطأ - لحركة حماس سينهي هذا البؤس والضيم ولم يعلم أنه انتخب البؤس نفسه والضيم ذاته، بانتخابه هذه الحركة البائسة اللعينة التي لم يكن قادتها ومنظروها إلا أقرب دائما الى الكذب والخداع والنفاق تماما كقادة ومنظري «تنظيمهم الأم» الفاشل الذي تفرعت منه حماس وأشباهها ومن لف لفها من المنظمات التي لم تؤد أعمالها وأفعالها الحمقاء والفاشلة إلا لزيادة البؤس والفقر والجهل ومعاناة المسلمين.