مخلد الشمري
انتهى انعقاد مجلس الامة، وكالعادة دون تحقيق انجاز واحد «محرز»، وفوق ذلك دون ان نفهم حتى هذه اللحظة سر بيزنطيته الدائمة او نستوعب اسباب الجدل الذي لا ينتهي بين كثير من اعضائه، والتي تتصدر - دون داع - عناوين الصحف صباحا، وتصبح مساء حديث رواد الجواخير والمقاهي وكل ديوانية ومجلس.
انتهى انعقاد المجلس، وبدأت سياحة صيف نواب المجلس وها هم يغادرون الديرة، لأبعد البلدان ولأبرد البلدان، ولأحلى البلدان، ولكل مكان مدهش، ويراقبهم بكل حسرة وغيرة كل ناخب مسكين غير قادر على مصاريف السفر، ويحسدهم على سياحتهم الطويلة الصيفية تلك، كل مواطن مفلس.
ومع ذلك نقول: ليت سياحتهم الصيفية تلك تطول ولا يعود مجلسهم للانعقاد «على طول»، فأغلبنا طفر منه وكفر به، بعد ان حرمنا الراحة خريفا وربيعا وشتاء، بل وحتى عندما نأكل ونشرب او عندما نقف او نسير او نجلس.
ولكن يبدو ان فرحنا المؤقت بفراقه وبعطلته سينتهي مبكرا، فأكتوبر سيأتي كالبرق مسرعا، وكالعادة سيكون دور الانعقاد المقبل مجددا شبيها بما قبله وقبل قبله مسرحا مؤسفا للمهاترات وللمشاجرات وللطعن وللقذف ولأجواء الشحن ولضياع الوقت والاولويات، وللتهديد الدائم دون حق في اغلب الاوقات بالاستجوابات، حيث ان تلك الامور اصبحت للاغلبية الساحقة من النواب هي هواية الهوايات، والغاية شبه الوحيدة.