مخلد الشمري
عجيب امر هذا الحقد - المعروف اسبابه - والذي نقرأه في اخبار متكررة - سخيفة - تنشر عن الخطوط الجوية الكويتية بحيث اصبح التأخير لبضع دقائق او اكثر قليلا لاي رحلة من رحلات الكويتية، هو الخبر الذي لا مثيل له، وهو السبق الصحافي الذي لا قبله ولا بعده، وذلك في نظر بعض العاملين - المسيرين - في شارع الصحافة!
والاعجب من ذلك هو انجراف بعض كتاب المقالات - تعمدا - في اغلب الاحوال الى تلك الحملة الغريبة والمغرضة والحاقدة - والمنظمة - ضد الخطوط الجوية الكويتية.
وكأن الكويتية هي شركة elaal الإسرائيلية للطيران وليست مؤســــسة حكومية - تشابه ظروفـــها ظروف كل الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية التي عانت وعلى مدى عقود من ضغوط ومن تدخل ومن ابتزاز كثير من اعضاء مجلس الامة ومعهم كثير من المتنفذين، وبتواطؤ مقصود او عفوي من حكوماتنا المتعاقبة التي ما كان يجب عليها ان تخضع نهائيا او حتى جزئيا لابتزاز النواب والمتنفذين، وتسمح لهم بتدمير مؤسسة حكومية، جل نشاطها وطبيعة عملها وسط تنافس شرس، لا تستطيع مقاومته جديا مع وجود كل تلك العقبات ووجود كل هذا الابتزاز او ان تحقق مطالبات الكثيرين لها بالتفوق على شركات طيران اخرى حكومية او خاصة تنافسها لا تعاني من بيروقراطية حكومة مسؤولة عنها، او من مجلس امة يعطل ميزانيتها كل سنة.
نعم يوجد في الكويتية اخطاء، حالها حال كل شركات الطيران بالعالم، ولكنها ليست بالاخطاء التي يصورها البعض وكأنها «خطايا» مع انهم يعون ويعلمون جيدا الظروف القاسية التي تواجهها ادارتها، ولكن هل سأل هؤلاء الذين ينتقدون الكويتية انتقادا شريفا قصده الصالح العام عن سبب هذه الظـــروف التي تؤدي الى هذه الاخطاء التي تشـــابه الظروف - المصطنعة - التي تسببت في تعــــطيل تطور خدمات كل الوزارات والشركات والمؤسسات الحـــــكومية التي تعمل في مجال تقديم الخدمات للناس وللــجمهور.
ثم هل من ينتقدون الكويتية انتقادا شريفا يستطيعون ان يساهموا في تقديم حلول سحرية تساعدها على التفوق في ظل المنافسة الرهيبة والشرسة في سوق «السفر» الذي جعل من قيمة التذاكر اليوم اقل من مثيلها قبل 20 عاما، رغم زيادة تكاليف تقديم الخدمات وزيادة الاجور، وكل الاشياء الاخرى المساندة؟
ان الحل السحري في نظري ونظر كل شخص محب لوطنه ويتمنى التقدم والازدهار والتطور لوزارات ومؤسسات وشركات وطنه هو - فقط - ابعاد مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عن ابتزاز وتجاذبات مسرح السياسة المحلية، ومساعدتها في التصدي لضغوط المتنفذين وكثير من اعضاء مجلس الامة، واطلاق يد ادارة المؤسسة ودعمها دون حدود لتعمل بحرية، وبتجرد من كل الاسباب والظروف التي تعطل تطور وتقدم هذه المؤسسة الوطنية العريقة، وبعد ذلك ليشاهد الجميع كيف تكون نتائج العمل الخالي من ضغوط وابتزازات وظروف غير طبيعية ولا تواجه مثيلها شركات الطيران الراقية التي يريد ويطالب الناس هنا في الكويت من الكويتية ان تشابهها في الرقي!
وبالمناسبة انصح ادارة «الكويتية» بعدم تضييع وقت وجهد موظفيها في الرد على اخبار مبيتة النية ومكررة عن تأخير تافه او كاذب او لا معنى له لرحلة من رحلاتها، فلم يحدث ان سمعنا او ان قرأنا عن اي مؤسسة طيران بالعالم اصبح الرد على السخافات والتفاهات والاكاذيب الملفقة عنها هو قدرها وشغلها الشاغل.