ماذا يمكننا وصفه بغير «الجحود» تجاه الوطن، عناد وتصرفات هؤلاء الذين يحبون الظهور لأجل الظهور، والذين يدعون دون معنى أو سبب في أغلب الأحيان لندوات لا يقال فيها سوى كلام مكرر «مللنا» سماعه، رغم تلك المساحة الكبيرة لإبداء الرأي سواء في قاعات مجلس الأمة أو في الندوات التي تسبق أي انتخابات أو في الكتابة بالصحف أو بالظهور في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وفوق ذلك نقاشات وأحاديث الدواوين التي لا تنتهي حتى ساعات متأخرة من الليل ثم تؤجل لإكمالها في مساء اليوم التالي، هذا ان اقتنع البعض بكلام وبحجج وبآراء البعض الآخر ممن يخالفونهم الرأي.
وبماذا يمكننا وصف هذا التصرف المشين بالدعوة للاضراب وللتمرد من قبل بعض المعلمين، سوى انه «جحود»؟! فالوزارة زادت دوام يوم الثلاثاء 25 دقيقة فقط، رغم كل ما قدمته وتقدمه السلطات للمعلمين من تكريم سنوي يشمله صاحب السمو الأمير برعايته ويحضره شخصيا، مرورا بإقرار كوادر رواتبهم العالية وانتهاء بغض نظر مسؤولي الوزارة عن عدم التزام أغلبهم بساعات العمل والحصص المقررة، ورغم ان انتاجية الموظف الحكومي في الكويت ومن ضمنهم المعلمون ـ لا تتعدى ـ يوميا 25 دقيقة! وذلك بشهادة المؤسسات الدولية المحايدة التي تستنتج وتنشر تلك الأرقام.
وأيضا بماذا يمكننا وصفه بغير نكران جميل للوطن ذلك التصرف الذي أقدم عليه عدد من الصيادين؟! وذلك بالإضراب عن الصيد رغم كل هذا الدعم المادي السنوي المجزي الذي تقدمه لهم الدولة ورغم الغلاء الفاحش للسمك حتى قبل الاضراب، ورغم ان الكل يعرف انهم ليسوا بصيادين ولا يعملون شخصيا بالصيد وكل ما يفعلونه هو تأجير رخص الصيد وقواربهم للصيادين من المقيمين، ثم يقاسمونهم الأرباح بقبض نصف سعر البيع وهم مرتاحون راحة ما بعدها راحة ومتأنقون تأنقا ما بعده تأنق و«كشخة»، ارحموا وطنكم ايها الجاحدون وناكري الجميل!
[email protected]