مخلد الشمري
أضاع العرب كل فرص المساهمة واللحاق بعصر التقدم والحداثة، وسيبقون على الهامش دائما في هذا العصر، بكل ما يحمله هذا الهامش من مشاعر اليأس والبؤس والهزيمة والإحباط والأسى، ومرارة مشاكل العيش، والاكتفاء فقط بمراقبة الآخرين، وبالذات مراقبة هؤلاء الذين كانوا يشبهونهم في التخلُّف، ثم تخطوهم بسرعة البرق والصاروخ.
ولكل من يعتقد أني أتجنَّى على «عربه» أقول: هل يمتلك العرب مدارس عصرية حقيقية لتعليم أطفالهم؟ وهل تتصل جامعاتهم بآخر منتجات الثورة العلمية والتكنولوجية؟ وهل تؤدي «ما تُسمى» بمجالس الأمة او النيابية او الشعب او مجالس الشورى، ادوارا حقيقية وليست وهمية في الرقابة او التشريع او المحاسبة؟ وهل «تقبَّل» العرب ولو بنسبة 1% فقط مفهوم دولة المؤسسات والقانون؟ وهل ساهمت وسائل إعلام العرب - بأنواعها - في إيصال الحقائق للناس أم ساهمت في زيادة تضليل الناس وفي ترسيخ التزوير والتهييج والتهريج؟ وهل..؟ وهل..؟ وهل.. إلخ من مثل تلك التساؤلات التي تكشف الواقع المرير الذي وصلت إليه كل البلدان العربية من أفقرها إلى أغناها؟
إضافة إلى ذلك، أؤكد لكم وأجزم أن أي شخص في هذا العالم لن يستغرب ولن يتعجب لرؤية العرب غير مبالين بحالهم ووضعهم المزري والتعيس والمؤسف، لأن العرب أصلا يتجاهلون بقصد وبتعمد رؤية ومعرفة حالهم ووضعهم وواقعهم الأليم والمفجع.