السياسة هي «فن الممكن» ومن الممكن بل والمؤكد أن باستطاعة ممتهني السياسة عندنا التفكير بصورة صحيحة جدا في مصلحة بلدهم وأبناء مجتمعهم، وبكل بساطة وسهولة ذلك يكون بابتعادهم، وعلى الأقل لدور انعقاد واحد فقط لا غير، عن التفكير في مصالحهم الشخصية الضيقة والتفكير فقط لأجل كل ما يفيد هذا البلد ابتداء من هذا الانعقاد الجديد لمجلس الأمة، فغاية أمانينا كمواطنين هي رؤية عمل سياسي جدّي ومفيد، أساسه نظرة حقيقية وواقعية ومنطقية للأمور والأولويات، خاصة من قبل هؤلاء الذين طالما شغلوا كثيرا من أوقات الانعقادات السابقة في الأمور الثانوية والفوضى السياسية وقضايا بيزنطية لا تشابه إلا محاربة طواحين الهواء بسيف خشبي بائس!
إن معنى الابتعاد عن الأمور الثانوية هو الابتعاد أثناء كل أيام دور الانعقاد الحالي الجديد عن المتاجرة مجددا بقضايا حُسمت بالتصويت الديموقراطي كقانون الخصخصة، وعن المتاجرة بقضايا أوجدت لأجلها أقوى وأفضل الحلول وأعدلها مثل صندوق المتعثرين، والأهم من ذلك هو وضع التناحر الحزبي والطائفي والقبلي والفئوي جانبا وبعيدا جدا عن النقاشات العامة، فالكويت لا تتحمل مزايدات ومهاترات وتناحر أكثر مما تفرجنا عليه في السنوات القريبة الماضية، والتي كانت عواقبها وخيمة وسلبية جدا على البلد والمجتمع!
هذه الأيام كل دول العالم على مفترق طريق والكويت من هذا العالم وأمامها خياران لا ثالث لهما إما اللحاق بمن تقدموا وتطوروا أو مجاراتهم وإما سقوط وبقاء أبدي في مستنقع التخلف الآسن، هذا المستنقع الرهيب والمخيف الذي لم تستطع دول كثيرة الخروج منه، خصوصا في المنطقة العربية رغم امتلاك تلك الدول لإمكانيات بشرية هائلة أو إمكانيات اقتصادية أكثر هولا!
يا نواب الأمة نريدكم جميعا رجال دولة حقيقيين وواقعيين جدا «لا تتغير» شخصياتكم أمام كاميرات وسائل الإعلام فيتحول بعضكم الى أشرس الخلق ضد بلده الكويت، فهل سنشاهدكم هذه المرّة غير؟!
[email protected]