مخلد الشمري
كل مواطن كان واعيا بالقدر الكافي - عمرا وعقلا - في 2/8/1990 لا يمكنه مهما عاش «نسيان» هذا اليوم الأسود، ولا يمكنه «الغفران» لهؤلاء الذين كنا نعلم انهم فرحوا وابتهجوا لاحتلال وتدمير الكويت بداخلهم وبقلوبهم، وان كانت اشكالهم لا توحي بذلك، فما بالك بالصفح عن أي خبيث ووقح وملعون من هؤلاء الذين هللوا ورقصوا ووزعوا الحلو ابتهاجا بإلغاء الكويت.
قد يعتبر كل وقح وخبيث أنه بشنق وإعدام صدام انتهت وانتفت الأسباب التي تدعونا لتذكر يوم 2/8 الأسود، وقد ينخدع بعض المواطنين بأقوال الوقحين والخبثاء، ولكن لو فكر هؤلاء المواطنون دقيقة واحدة فقط التفكير الحقيقي والواقعي، لما انخدعوا للحظة واحدة بكلام هؤلاء الوقحين والخبثاء عن ضرورة نسيان الاحتلال وأحداثه ومآسيه التي لو استرجع ذكراها كل انسان منصف، يتذكر تلك الأيام المظلمة جيدا لتأكد ولعرف انه لو شنق المقبور صدام وأتباعه المجرمون - ألف مرة - وشنق ايضا معهم كل من هلل وصفق واحتفل وفرح لمعاناة ولمآسي أهل الكويت من الاحتلال، لما شفي غليل كل مواطن كويتي، وجد نفسه - فجأة - يعيش في رعب وذل ومهانة تحت تسلط أقسى وأخبث وأجرم وأظلم وأحقر نظام كان يقوده ديكتاتور مستبد مقبور وحقير لم يتورع عن تدمير وحرق الكويت وسرقتها وقتل عدد كبير جدا من مواطنيها، الذين لم يفرح ويهلل كثيرون علنا وسرا وحقدا في منطقة العرب لمعاناتهم ولقتلهم ولتدمير ولحرق بلدهم الا لأن الكويت أعزّت مواطنيها.
فلا تنسوا أيها المواطنون ما عشتم هذا اليوم الأسود، بل وورثوا لأجيالكم ذكريات هذا اليوم الأسود الذي فقدتم فيه - فجأة - وطنكم الكويت، أعز ما تملكون، وشاهدتم بأعينكم فيما تلاه من أيام شهور الاحتلال السبع السوداء أبناءكم واخوانكم واخواتكم وشبابكم يقتلون غدرا، وثروتكم تحرقها فلول قوات الطاغية حرقا متعمدا قبل ان تهرب تلك الفلول كالنعاج والأرانب والكلاب قبل لحظات من يوم التحرير العظيم، وهذه أقل الأسباب التي تجعلكم وتدعوكم وتدعونا لعدم النسيان، مهما طال الزمان.